- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد 300 يوم من الإبادة الجماعية: أوروبا لا تزال تؤيّد القتلة الصهاينة
(مترجم)
الخبر:
في هذه الأيام يحضر كيان يهود أولمبياد باريس وكأنّ حملة الإبادة الجماعية لا تجري في فلسطين. هذا على الرّغم من حقيقة أنّ رئيس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، قال في 13 آذار/مارس عندما حضر اجتماعاً لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية: "نحن الآن نواجه شعباً يكافح من أجل بقائه"، وأضاف "يتم استخدام المجاعة كسلاح حرب وبينما أدنّا ما حدث في أوكرانيا، يتعين علينا استخدام نفس الكلمات لما يحدث في غزة".
وعلاوةً على ذلك، غرّد بوريل في 27 أيار/مايو رداً على قصف كيان يهود للخيام في رفح: "أشعر بالفزع من الأخبار الواردة من رفح عن الضّربات (الإسرائيلية) التي قتلت العشرات من النازحين، بما في ذلك الأطفال الصّغار. أدين هذا بأشد العبارات. لا يوجد مكان آمن في غزة. يجب أن تتوقف هذه الهجمات على الفور".
التعليق:
لكن هذه النتائج التي توصّل إليها رئيس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي بشأن سياسة الصهاينة المتمثلة في تجويع وقتل الرجال والشيوخ والنساء والأطفال في غزة لم تؤدّ إلى تغيير مسار الاتحاد الأوروبي في علاقته بالاحتلال الصهيوني. والآن، بعد أكثر من 300 يوم من الإبادة الجماعية، لا نرى أي عقوبات من أوروبا موجهة إلى قتلة الأطفال، بل على النقيض من ذلك، تُواصل أوروبا دعمها الثابت للصهاينة وتشن حملة صارمة على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.
ولم تكن الإدانات من رئيس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فحسب، فقد أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الصهاينة مراراً وتكراراً على جرائمهم الشنيعة. كما قررت محكمة العدل الدولية أن الصهاينة يجب أن يخلوا جميع المستوطنات في الضفة الغربية ويدفعوا تعويضات للفلسطينيين. ومن المتوقع أيضاً أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية قريباً مذكرة اعتقال بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضدّ بنيامين نتنياهو ويؤاف غالانت.
وعلى الرّغم من هذه الحقائق، تواصل أوروبا تصدير الأسلحة إلى الصهاينة، ما يجعلها متواطئة في الإبادة الجماعية. إنّ الإبادة الجماعية ليست فقط جزءا من الماضي الاستعماري لأوروبا، كما رأينا في الإبادة الجماعية في الكونغو وناميبيا وأمريكا وأستراليا، كلا، بل الإبادة الجماعية هي جزء من حاضر أوروبا.
ولكن الهيمنة الإمبريالية للغرب سوف تصبح قريبا شيئا من الماضي بإذن الله. فنحن نشهد آخر التشنجات لكيان يهود قبل انهياره الكامل. والنظام العالمي الذي يحكمه الغرب، الذي ظلّ يسوق نفسه لعقود من الزمان باعتباره شعوبا تحتفل بـ"حقوق الإنسان"، قد انهار أخلاقياً بسبب دعمه البائس للاحتلال قاتل الأطفال وتقويض مؤسساته الدولية.
ولن يمرّ وقت طويل، بإذن الله، حتى يشهد العالم نظاماً عالمياً يهيمن عليه المسلمون، يضع العدالة في المقام الأول ويضع حداً للإمبريالية الغربية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
تيم الله أبو لبن