- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
المبعوثون الأجانب ومنظماتهم المشبوهة أحق بالطرد فهم أساس الداء وسبب البلاء
الخبر:
شنت القوات الأمنية في مناطق سيطرة الجيش بما في ذلك العاصمة السودانية حملات ضد ما أسمته بـ"الوجود الأجنبي" عقب اجتماع جرى بين قيادات أمنية وعسكرية شدد على إخلاء الولايات من الأجانب خاصة رعايا دول الجوار. وتركزت الحملات في الولايات الواقعة تحت سيطرة الجيش السوداني بمحلية كرري بمدينة أم درمان وولايات نهر النيل وكسلا والنيل الأبيض والقضارف والشمالية. وتعتزم السلطات السودانية طرد قرابة 1100 شخص في البلاد بحجة أنهم يقيمون بصورة غير شرعية وفق إفادات مسؤول محلي بالولاية الشمالية.
وكان والي الخرطوم قد تحدث بوضوح عن ترحيل الأجانب، مؤكدا أنه لن يسمح بوجود أي أجنبي مقيم بطريقة غير شرعية بالولاية، وأضاف "لا يوجد سبب لوجود ست شاي أو عامل في مهنة هامشية الآن إلا إذا كان من المتعاونين مع المليشيا لذا أي شخص يرفض الترحيل سيكون لدينا معه كلام تاني".
التعليق:
إن إنزال العقوبة في الإسلام لا تتم إلا بعد بينة واضحة جلية تدينه وتجرمه، وهؤلاء الذين يطلق عليهم صفة أجانب وأجبروا على مغادرة البلاد ليسوا كلهم يقاتلون مع قوات الدعم السريع بل ولا 1% منهم، فأغلبهم ضاق بهم الحال في بلادهم وسعوا في أرض الله الواسعة بحثا عن الرزق حتى يوفروا لمن يعولون حياة طيبة كريمة، وهناك الملايين من أهل السودان كذلك بسبب ظروف الحرب تركوا السودان وسافروا للسعودية ومصر والإمارات، وهذا أمر طبيعي لا سيما في ظل الوضع الاقتصادي الضاغط الذي تسبب فيه تطبيق النظام الرأسمالي البشع. فالكثيرون من هؤلاء الذين أبعدوا أو تريد الدولة إبعادهم قد دخلوا السودان قبل سنين من بداية هذه الحرب. في حين إن الدولة تسمح بدخول المبعوثين الأمريكيين وجواسيسهم ومنظماتهم المشبوهة إلى البلاد وتسمح لهم بأن يجولوها شرقا وغربا وهم أساس الداء وسبب البلاء وصناع الكوارث والحروب، وهم من ثبتت عليهم صناعتهم للمتمردين وإدخالهم الأسلحة والذخائر عبر صناديق الأغذية! فهؤلاء هم أحق بالمنع والطرد لا المحتاجين والمستغيثين المستضعفين في الأرض إلا بجريرة وبينة وجناية. فما هي جريرتهم حتى يبعدوا بهذه الطريقة المذلة؟!
إن من ثبتت عليه أي جريمة الأصل أن يعاقب لوحده لا أن تعم العقوبة كل الناس! قال تعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾.
وأهل السودان ليس لديهم أي مشكلة مع أي وافد من إخوانهم المسلمين، فهم قد تشربوا أحكام الإسلام وصارت عندهم مفاهيم، ويعلمون أنهم كالجسد الواحد بل لا يفرقون بينهم وبين من يحمل الجنسية السودانية لأنهم يعلمون علم اليقين أن هذه الحدود الوهمية ما وضعها إلا أعداء الله تعالى، ليفرقوا الشعوب ويجعلون من لا يقيم في بلده ويقيم في بلد آخر أجنبياً ولا يستحق أن يعامل معاملة أهل البلد! خاب مسعاهم، فنحن أحفاد الأنصار الذين استقبلوا المهاجرين إليهم بل قاسموهم حتى الأموال ويسروا لهم زواج النساء.
إن الحكام الظالمين هم آفة الشعوب وهم لا يمثلونها ولا يشبهونها ولا يسنون من التشريعات إلا ما يفرق ويذل هذه الأمة الكريمة، وهم متشبثون بأفكار الكفار المستعمرين التي تفرق ولا تجمع. بخلاف دولة المسلمين؛ الخلافة التي كانت تستقبل كل وافد إليها وتمد يد العون لكل محتاج، فانصهرت الشعوب في عهدها وعاشوا إخوة متحابين متآلفين.
اللهم إنا نبرأ إليك مما يفعل حكامنا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الخالق عبدون علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان