- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أهل اليمن يعلمون جيداً أن الانتماء الوطني والوعي الجمهوري أفكار استعمارية
الخبر:
أقرت لجنة تعزيز الثقافة الوطنية وتعميق الولاء الوطني، في اجتماعها، اليوم، برئاسة محافظ تعز نبيل شمسان، آلية عملها لتعزيز وتعميق الانتماء الوطني والوعي الجمهوري. وشدد المحافظ شمسان، على أهمية أن يتضمن برنامج عمل اللجنة خلال المرحلة المقبلة مجموعة من البرامج والأنشطة التوعوية في المدارس والمعاهد والجامعات وأجهزة الشرطة والجيش. (عدن الغد، 20/8/2024)
التعليق:
إن هذه اللجان التي تعقد اجتماعاتها على أعلى المستويات وتغدق عليها الأموال ليست إلا منهجية بدفع من الكافر المستعمر ليبقى الناس منشدين إلى الأفكار والمفاهيم التي تعب في زراعتها على مدى عقود من الزمن، في وقت أدرك المسلمون أنها ليست من جنس عقيدتهم بعد طوفان الأقصى وتخاذل حكام المسلمين عن نصره إخوانهم في غزة.
إن الأمة قد وعت اليوم على خزعبلات الرأسمالية العفنة وإفرازاتها من وطنية وجمهورية وديمقراطية وغيرها، وأن هذه الأفكار ما هي إلا انفصام عن مبدأ الأمة، وقد فرضت عليها بقوة المستبدين وتآمر المستعمرين؛ حيث أيقن أهل اليمن والمسلمون اليوم بأن المستبدين قد فرضوا هذه المفاهيم ليقمعوا الناس من خلالها ويجبرونهم على التخلي عن وحدة العقيدة الإسلامية وعن الأخوة في الدين، والأدهى من ذلك أن يصبح دم المسلم الذي هو عند الله أغلى من هدم الكعبة، حلالاً على مسلم آخر بحجة الحدود الوطنية أو التشريعات الجمهورية التي وضعها المستعمر من جنس فكرته ومعتقده!
لقد أدرك أهل اليمن كغيرهم من المسلمين أن ما تمر به الأمة من مخاض عسير ما هو إلا نتاج المفاهيم الرأسمالية الخاطئة الدخيلة على المسلمين التي قام العملاء بترسيخها في الأمة جيلاً بعد جيل منذ خروج الاستعمار المباشر، وأن الوطنية المقيتة ليست من ديننا حيث قال عنها النبي ﷺ: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ» (صحيح البخاري)، وأن وحدة المسلمين هي الأساس الذي يجب أن نعمل لإيجاده، قال تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾، وأن الولاء لا يكون إلا لله وحده، وأن نقدم تشريع الله تعالى على تشريع البشر، وأن تحكيم الشريعة ليس محل مفاوضة امتثالاً لقوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً﴾. فالواجب علينا اليوم ألا نكل ولا نمل حتى نقتلع دابر الرأسمالية وإفرازاتها النتنة، وتلغى الحدود الوهمية ويطبق شرع الله في الأرض وتسود أحكام الإسلام فتعود أمة الإسلام إلى سابق عزها ومجدها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس قيصر شمسان – ولاية اليمن