- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هل تسقط الفاشر بفرية المساعدات الإنسانية وحظر الطيران؟!
الخبر:
قال الناطق باسم وفد التفاوض في جنيف لقوات الدعم السريع محمد المختار النور "دخلنا برؤية متكاملة حول وصول المساعدات الإنسانية". وأكد أن قوات الدعم السريع وصلت لخطوات متقدمة مع المجتمع الدولي ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الفعالة في العمل الإنساني لإيصال المساعدات الإنسانية. وتابع: "طالبنا بفرض حظر طيران في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع وهي عملية ذات أولوية، لأن تلك المناطق تتعرض لقصف من جانب الجيش ما عرقل دخول المساعدات الإنسانية إليها". (سكاي نيوز، 2024/08/19م)
التعليق:
الجدير بالذكر بعد أن اشتد الصراع في دارفور بين تحالف الجيش والقوات المشتركة من جهة، والدعم السريع من جهة أخرى، طالب تجمع قوى تحرير السودان بحظر الطيران الحكومي في دارفور.
إن الناظر إلى الصراع حول الفاشر واحتدامه، بين قوات الدعم السريع من جهة، وبين القوات المشتركة، من جيش وحركات مسلحة من جهة أخرى، يجد أن المعارك هناك حقيقية، بخلاف المعارك في مناطق السودان الأخرى ومنها مناطق دارفور نفسها. ومعلوم أن الدعم السريع، قد سيطر على الضعين في شرق دارفور، ونيالا في جنوب دارفور، والجنينة في غرب دارفور، وزالنجي في الوسط، ولم تبق إلا مدينة الفاشر لتصبح دارفور بكاملها تحت سيطرة الدعم السريع.
إن الفاشر تتمركز فيها تلك الحركات المسلحة التابعة لأوروبا وبخاصة بريطانيا، ودخول قوات الدعم السريع فيها يعني القضاء على النفوذ البريطاني في السودان حيث معقل الحركات التابعة لبريطانيا. فقد كشف حاكم إقليم دارفور مني أركو للجزيرة نت أن قوات الدعم تحشد قوات جديدة للهجوم على الفاشر للسيطرة عليها تنفيذاً لأوامر من جهات تدعمه (يقصد أمريكا) طلبت منه فعل ذلك قبل 14 آب/أغسطس، وهو الموعد الذي كان محددا لانطلاق مفاوضات جنيف بين الجيش والدعم السريع. فهل طلب الدعم السريع بحظر الطيران للجيش في دارفور يمهد لسقوط الفاشر التي استعصت عليه؟
العجيب في الأمر أن مجلس السيادة قام بفتح معبر أدرى الحدودي مع تشاد لمدة 3 أشهر بحجة وصول المساعدات الإنسانية. فهل هذه مبررات لدعم قوات الدعم السريع لوجستيا عدة وعتادا حتى تسقط الفاشر، فطلب الدعم السريع بحظر الطيران في مناطق سيطرته دون غيرها وعلى رأسها الفاشر؟ ألا يعني ذلك بمفهوم الإشارة أن الجيش والدعم السريع متفقان على إسقاط الفاشر؟ هذا ما ستسفر عنه الأيام المقبلة.
أما فتح الممرات والمسارات لإدخال المنظمات التي تسمى إنسانية والتي لها سوابق في جرائم الحرب في السودان؛ منذ أيام حرب الجنوبـ، حيث ثبت تورطها في إدخال السلاح للمتمردين، وفي هذا الصدد أذاع التلفزيون النرويجي في تشرين الثاني/نوفمبر 1999م برنامجا عن تهريب السلاح في صناديق الإغاثة، ذكر فيه أن منظمة نروجين بيبولز إيد - إن بي إيه، هربت بمفردها من 80-100 طن من الأسلحة. فهل بالطريقة نفسها يمكن أن تدخل أطنان من الأسلحة والذخائر للدعم السريع حتى يستطيع إسقاط الفاشر، وبالتالي تكون دارفور كلها في قبضة الدعم السريع؟! إن مما يحزن القلب أن الاستعمار يتكالب على أمتنا بأيدي أبنائها، فما لم نقصم ظهره بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة فلن نتحرر منه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم مشرف
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية السودان