الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
هل ناريندرا مودي "صديقٌ حقيقي"؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هل ناريندرا مودي "صديقٌ حقيقي"؟!

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

اختتمت الزيارة الرسمية التي استمرت ثلاثة أيام لرئيس وزراء ماليزيا، داتوك سيري أنور إبراهيم، إلى الهند في 21 آب/أغسطس 2024، وأكدّ للماليزيين وجود استثمارات محتملة بقيمة مليارات الرينغيت من الهند. وشهدت هذه الزيارة توقيع ثماني مذكرات تفاهم بين الحكومتين الماليزية والهندية، إلى جانب سبع مذكرات تفاهم بين الشركات. وبعد الزيارة، أعرب أنور عن امتنانه لرئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، ووصف الزيارة بأنها "مرضية للغاية" وشكر مودي على الدعوة.

 

التعليق:

 

إن زيارة رئيس الوزراء أنور إبراهيم إلى الهند تعكس الاتجاه الحالي في الدبلوماسية الدولية، حيث تطغى المصالح الاقتصادية في كثير من الأحيان على الاعتبارات الأخرى، بما في ذلك اعتبارات الإسلام. وعلى الرّغم من موقف ناريندرا مودي المناهض للإسلام والموثق جيداً والمعاملة القاسية التي لقيها المسلمون تحت قيادته، اختار أنور أن يسلّط الضّوء على الإمكانات الاقتصادية للزيارة، حتى إنه أشار إلى مودي باعتباره "صديقاً حقيقياً"!

 

من المهم أن نتذكر من هو ناريندرا مودي وماذا يمثل. فمنذ توليه السلطة، عمل مودي وحزبه القومي الهندوسي، حزب بهاراتيا جاناتا، على تهميش المسلمين البالغ عددهم 200 مليون نسمة في الهند بشكل منهجي. وقد نفذت حكومته سياسات تفضل الهندوس، في حين قمعت المسلمين بنشاط، بل وتدخلت حتى في ممارساتهم الدينية. كما حرضت إدارة مودي على العنف ضد المسلمين، بما في ذلك أعمال الشغب سيئة السمعة في ولاية غوجارات عام 2002، حيث قُتل الآلاف من المسلمين بوحشية، وتم اغتصابهم، وتشريدهم. وتتضمن أجندة مودي الدفع نحو إعادة تحويل المسلمين والنصارى إلى الهندوسية، بحجة أن أسلافهم كانوا هندوساً. وقد أدى خطابه الانقسامي إلى تغذية بيئة خطيرة للمسلمين في الهند، حيث يمكن أن تؤدي الممارسات الدينية الأساسية إلى الاضطهاد.

 

الجانب المزعج في زيارة أنور هو استعداده للتغاضي عن هذه الفظائع من أجل تحقيق مكاسب اقتصادية. ففي حين تسعى ماليزيا إلى الاستفادة من الاستثمارات والعلاقات القوية مع الهند، يجب ألا تتجاهل الآثار المترتبة على التحالف مع زعيم مثل مودي. إن الدعم الذي قدمه مودي لكيان يهود الغاصب، الذي يسعى حالياً إلى إبادة المسلمين في فلسطين، يسلط الضوء بشكل أكبر على عمق عدائه للإسلام. في عالم حيث غالباً ما تملي المصالح الاقتصادية العلاقات الدولية، من الأهمية بمكان أن يأخذ حكام المسلمين دائماً في الاعتبار القضايا التي تلعب على حساسية الأمة وأن يتصرفوا ضمن حدود الإسلام. يثير التحالف مع مودي تساؤلات حول موقف ماليزيا من القضايا المتعلقة بأوضاع إخواننا وأخواتنا المسلمين. فمن الواضح أنه ليس صديقاً حقيقياً بل هو عدو حقيقي!

 

في ظلّ المناخ الجيوسياسي الحالي، من غير المرجّح أن يتصرف أي بلد إسلامي وفقاً للإسلام بشكل عام ويعترف بمودي باعتباره خصما واضحا. فقط من خلال إقامة الخلافة الحقيقية التي تدعم الإسلام حقاً على نطاق عالمي يمكننا أن نأمل في معالجة الظلم الذي يواجهه المسلمون في الهند وفلسطين وفي مختلف أنحاء العالم، مع تعزيز العدالة وحسن النية للإسلام على مستوى العالم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد – ماليزيا

آخر تعديل علىالخميس, 29 آب/أغسطس 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع