- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
زيارة السيسي لتركيا
الخبر:
تناقلت وسائل إعلام مختلفة يوم 7 أيلول/سبتمبر تصريحات أردوغان تعليقا على اغتيال كيان يهود للناشطة التركية عائشة نور حيث قال: "الخطوة الوحيدة التي ستوقف الغطرسة والبلطجة (الإسرائيلية) والإرهاب الحكومي (الإسرائيلي) هي تحالف الدول الإسلامية"، "الخطوات التي اتخذتها تركيا في الآونة الأخيرة لتحسين علاقاتها مع مصر وسوريا تهدف إلى تشكيل خط تضامن ضد التهديد التوسعي المتزايد، والذي يهدد أيضا لبنان وسوريا".
التعليق:
إن القضاء على كيان يهود لا يحتاج إلى تحالف دول، فتركيا وحدها، ومصر وحدها، وسوريا وحدها، كل دولة من هذه الثلاث قادرة لوحدها لو أرادت ووجدت عندها إرادة سياسية حقيقية، قادرة على القضاء على كيان العدو وتحرير فلسطين. والتعذر بالحاجة إلى تحالف هو من باب التعجيز ودفع تهمة التقصير.
وأما التقارب بين تركيا ومصر وسوريا فلا علاقة له بتحرير فلسطين، بل المراد منه عكس ذلك تماما؛ فمصر السيسي أكبر متآمر على المقاومة في فلسطين، وسوريا التي لم تطلق على كيان يهود طلقة واحدة منذ خمسين سنة رغم أنها تتلقى الصفعات من العدو بشكل شبه يومي، لا يمكن تصور أنهما معنيتان بتحرير فلسطين.
إن الغرض من التقارب بين تركيا وسوريا هو إعادة الاعتبار لبشار والنظام المجرم في سوريا بعد أن كان أردوغان يدعي أنه يقف في صف الثورة وأنه يعادي النظام الدموي في دمشق، فلما اطمأنت أمريكا أنه قد تم احتواء فصائل الثوار في الشام (بالأساس تحت جناح تركيا)، أعطت الضوء الأخضر لعملائها في المنطقة لإعادة جسر العلاقة معه.
وأما التقارب التركي المصري، فهو كذلك برغبة أمريكية، فبعد أن كان أردوغان يدعي أنه ضد الانقلاب على مرسي رحمه الله، وضد مجزرة رابعة، وادعى أنه يدعم تنظيم الإخوان المسلمين، ها هو ينقلب على هذا كله، ومرة أخرى برغبة أمريكية لدعم عميلها المتهاوي في مصر، ويعيد ربط العلاقة معه كأن شيئا لم يكن.
إن التقارب التركي المصري السوري لا علاقة له بفلسطين، وإن كانت له علاقة فهي في البحث عن مخرج لكيان يهود من ورطته في غزة، بتمكينه من عقد صفقة تحفظ ماء وجهه، ولا تجعله يظهر بمظهر المنهزم الخائب حتى لا تتجرأ عليه الأمة أكثر فأكثر.
﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الله