- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مفاوضات بغداد وواشنطن سراب يحسبه الظمآن ماء!
الخبر:
توصّلت بغداد وواشنطن إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين"، على ما صرّح وزير الدفاع العراقي ثابت العبّاسي الأحد الموافق 2024/9/8م، مرجّحا أن يتم توقيع اتفاق بهذا الشأن "في الأيام القليلة القادمة". وقال العبّاسي في حوار بثته قناة الحدث مساء الأحد، الثامن من أيلول/سبتمبر 2024 "تم الاتفاق على أن يكون الانسحاب من (الأراضي العراقية) على مرحلتين". وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى من أيلول/سبتمبر الجاري حتى أيلول/سبتمبر 2025 تشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من أيلول/سبتمبر 2025 حتى أيلول/سبتمبر 2026 من كردستان العراق، الإقليم الذي يحظى بحكم ذاتي في شمال البلاد". (DW)
التعليق:
لم يعد خافيا أن قضية إنهاء وجود التحالف الدولي من العراق، باتت أسطوانة مشروخة مجّها العالم وأهل العراق على الخصوص؛ فمنذ أكثر من أربع سنوات ونحن نسمع بالمفاوضات بين واشنطن وبغداد حول خروج القوات الأمريكية وقوات التحالف من العراق، وإلى الآن لم يحدث أي تغيير، وحتى الخبر أعلاه وتصريح وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي، ومثله رئيس الوزراء محمد شياع السوداني حول هذه القضية، يكتنفه الغموض.
فبحسب ما نشرت شفق نيوز "قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، يوم السبت الموافق 2024/9/7م، إن تحديد متى وكيف ستنتهي مهمة التحالف الدولي في العراق، منوط بالرئيس جو بايدن، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بحسب مجلة نيوزويك الأمريكية. ونقلت المجلة الأمريكية، عن المسؤول الأمريكي قوله: "كما ورد بوضوح في البيان المشترك بين الرئيس بايدن ورئيس الوزراء السوداني، فإن الزعيمين يؤكدان أنهما سيقومان بمراجعة هذه العوامل لتحديد متى وكيف ستنتهي مهمة التحالف الدولي في العراق، والانتقال بطريقة منظمة، نحو شراكات أمنية ثنائية مستدامة، استنادا إلى الدستور العراقي، واتفاقية الإطار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق". وأضاف: "ليس لدينا أي إعلانات جديدة لنصدرها في هذا الوقت". وفي السياق، قال مسؤول في البنتاغون، مساء الجمعة الموافق 2024/9/6م، إن الولايات المتحدة على علم بالتقارير التي ظهرت في وسائل الإعلام بشأن الخطط المحتملة لسحب القوات الأمريكية من العراق. وأكد في تصريحات صحفية، أن حكومة بلاده "ليست مستعدة بعد للإعلان عن أي مواعيد محددة".
ومن خلال ما تقدم فإننا نقول: إن أمريكا ليست جادة في الخروج من العراق، فهي قوات غازية محتلة فرضت نظامها السياسي ودستورها على العراق، وقد مهد لها هذا الأمر وشرعنه، من جاءت به وأعطته الحقائب الوزارية ووضعته على كرسي الحكم، فهل يعقل أن من هذا حاله يكون ندا وطرفا في التفاوض؟! ولكن أمريكا تريد تلميع صورة هؤلاء الإمعات الجواسيس وخداع الشعب العراقي أنهم يملكون من الأمر شيئا وأنهم أصحاب قرار سياسي مستقل!
إن خروج أمريكا والقوات الأجنبية من العراق منوط بقرار الأمة، وليس بحكومة جاءت على ظهر دبابة المحتل! وقرار الأمة منوط بوعيها والاستجابة لأمر ربها، بتحكيم شرعه، والإطاحة بجميع الخونة أعوان المحتل، فعندها تخرج جميع قوات الكفر صاغرة ذليلة، لا بمفاوضات كاذبة مخادعة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد الطائي – ولاية العراق