- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الحريق القادم
الخبر:
"جرس إنذار".. بهذه العبارة وغيرها تفاعل جمهور منصات التواصل مع مقطع فيديو نشرته منظمة نشطاء جبل الهيكل اليمينية المتطرفة في كيان يهود، وهو يحاكي حريقا كبيرا في المسجد الأقصى.
ويظهر المقطع الذي نشرته المنظمة عبر حسابها على منصة إكس قبة الصخرة المشرفة داخل أسوار المسجد الأقصى وفي محيطها حريق كبير، وأرفقت الفيديو بعبارة "النصر المطلق"، ومن ثم أعادت نشر الفيديو مرة ثانية وعلقت عليه بعبارة "قريبا في هذه الأيام".
التعليق:
أثار هذا الفيديو حالة من الغضب والصدمة على منصات التواصل العربية خاصة كما تقول الجزيرة، فتساءل أحدهم، ماذا تنتظر البلاد الإسلامية لتتحرك لحماية المسجد الأقصى المبارك قبل حلول الكارثة؟ ومتى يقتنع المسلمون أن هؤلاء جادون فعلا في مخططاتهم لتدمير المسجد الأقصى المبارك والسيطرة التامة عليه وتحويله إلى معبد؟
ووصف آخر الفيديو بالسابقة الخطيرة، وقال برأيي لا شيء يمنعهم من فعل هذا الأمر فمن لم تحركه مشاهد غزة الأقسى والمجازر التي ترتكب فيها، لن يحركه حرق المسجد الأقصى.
أخرج ابن ماجه عن ابن عمر رضي الله عنه: رأيت رسول الله ﷺ يطوف بالكعبة، ويقول: «مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ! مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ! وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ حُرْمَةً مِنْكِ؛ مَالِهِ وَدَمِهِ...».
فهذه دماء المسلمين تهراق بغزارة في غزة منذ ما يقرب من عام دون أن نرى تحركا فاعلا عند القوى الفاعلة في الأمة لإيقاف شلال الدم والرد على إجرام كيان يهود فضلا عن اقتلاعه من جذوره وتحرير أرض المسرى، فهل ستحرك حجارة المسجد الأقصى ما لم تحركه مشاهد الدماء والأشلاء؟!
الملاحظ المحسوس هو محاولات إخفاء كل صوت يخاطب أصحاب القوة في الأمة ليتحركوا ويقوموا بواجبهم المنوط بهم، يلاحظ ذلك في وسائل الإعلام التي تخاطب المسلمين والناطقين بالعربية خاصة كالجزيرة وأضرابها. فضلا عن تجنيد الأقلام والمشايخ والخطباء لتجاهل هذا الخطاب بل ومهاجمته بشراسة لا لشيء إلا لأنه الخطاب المنتج والعملي الذي ينقذ غزة وأهلها ويحرر المسرى من براثن المحتلين، والذي من شأنه أن يقلب الطاولة على العملاء والخون ويغير خارطة المنطقة كلها لصالح المسلمين ويطرد المستعمرين من بلادنا إلى غير رجعة.
فها هم "نشطاء جبل الهيكل" يتحدونكم يا أصحاب القوة والمنعة، أيتها الجيوش في بلاد المسلمين، يا أتباع محمد ﷺ، يا أحفاد الفاتحين أبي عبيدة وخالد وصلاح الدين وقطز… فهل ستنتظرون الحريق القادم؟!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسام الدين مصطفى