- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إدخال أسلحة أمريكية للسودان عبر تشاد
الخبر:
قال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية لسودان تربيون، الاثنين، إن واشنطن تحقق حول مزاعم إدخال أسلحة أمريكية إلى السودان بعد مرورها عبر مطار أم جرس في تشاد وصولا إلى قوات الدعم السريع.
وسألت "الحرية والتغيير - الكتلة الديمقراطية" المبعوث الأمريكي إلى السودان، توم بيريلو، خلال لقاء في العاصمة المصرية القاهرة، عما أسمته "استمرار وصول أسلحة أمريكية لدعم المليشيات عبر أم جرس في تشاد".
وقالت الكتلة في بيان الأربعاء الماضي إنها استفسرت المبعوث حول أسباب التركيز على إدخال الإغاثة عبر معبر أدري مع تجاهل مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق ومنافذ السودان الأخرى.
وأكد المسؤول الأمريكي لسودان تربيون مفضلا عدم الإشارة لاسمه، أن إدارته "على علم بهذه التقارير وتحقق حالياً في هذا الموضوع".
وأضاف: "مع ذلك، نود أن نوضح أنه حتى الآن لم تثبت صحة أي من هذه المزاعم". (سودان تربيون، 14 أيلول/سبتمبر 2024)
التعليق:
تأتي هذه الاستفسارات والتساؤلات من "الحرية والتغيير - الكتلة الديمقراطية" للمبعوث الأمريكي حول إدخال أسلحة أمريكية إلى السودان، في خضم احتدام الصراع وتصاعد المعارك حول مدينة الفاشر في شمال دارفور بين الحركات المسلحة التي تدافع عن المدينة وقوات الدعم السريع التي تحاول الاستيلاء عليها، وكلنا يعلم حقيقة الصراع الدائر في السودان؛ فهو صراع أنجلو أمريكي على النفوذ والثروة، وهو صراع دولي بأدوات محلية وإقليمية.
وكانت الحكومة السودانية قد وافقت على فتح معبر أدري لمدة ثلاثة أشهر ابتداء من يوم الخميس 15 آب/أغسطس 2024 لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق إقليم دارفور، وكانت قد أغلقت هذا المعبر الحدودي في شهر شباط/فبراير الماضي، وقالت إن قوات الدعم السريع تستخدمه لنقل الأسلحة. وأمريكا تسعى جاهدة لإمداد قوات الدعم السريع بالأسلحة والمعدات القتالية حتى تسقط مدينة الفاشر وتقضي على الحركات المسلحة الموالية لبريطانيا؛ فهي تتحكم بأطراف هذه الحرب الدائرة منذ 15 نيسان/أبريل من العام الماضي، وهي لا يهمها عدد القتلى والجرحى ولا يهمها تدمير السودان، وتهجير أهله، فهي تذرف دموع التماسيح على الأوضاع الإنسانية التي يعاني منها أهل دارفور الذي هجروا من مناطقهم، ونادت بفتح معبر أدري بحجة دخول المساعدات الإنسانية لمراكز النزوح على الحدود التشادية، ولكنها في الواقع تسعى لدخول الأسلحة والدعم اللوجستي لقوات الدعم السريع الموالية لها.
هذه هي حقيقة الدول الاستعمارية التي تسعى لتحقيق مصالحها في بلادنا، وهي لا تتوانى عن ممارسة أشنع الأساليب واستخدام أشد الأدوات فتكاً لتحقيق مصالحها، دون أن تبالي بحياة البشر أو الحجر والشجر، فهي مستعدة لإبادة شعوب بأكملها، ومسح مدن وقرى من على الخارطة من أجل تحقيق أهدافها وإنجاز مصالحها، وهذه الحرب الدائرة في السودان هي خير شاهد على ذلك. فقد أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، وإصابة أكثر من 33 ألف شخص، وأكثر من 10 مليون نازح في داخل وخارج السودان.
إزاء هذا الواقع المرير، ندعو أهل السودان للعمل مع العاملين للتغيير الجذري الذي يقتلع نفوذ الاستعمار وأدواته المحلية المتآمرة؛ وذلك بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تضع أحكام الإسلام موضع التطبيق والتنفيذ، فهي الدولة التي بها يجتمع شملهم وتلتئم جراحهم وينقذون أنفسهم وأهلهم مما ألمّ بهم من بؤس وشقاء وإراقة الدماء.
﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مجدي صالحين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير