الإثنين، 18 ربيع الثاني 1446هـ| 2024/10/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الغفران!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الغفران!

 

 

 

الخبر:

 

يواصل أرشيف جيش كيان يهود الكشف عن مواد نادرة من حرب 1973 التي تحل ذكراها وفق التقويم اليهودي يوم السبت (يوم الغفران اليهودي)، ومنها تسجيل لاجتماع المجلس الوزاري المصغر قبل 51 عاما.

 

وتقول هيئة البث الرسمية لكيان يهود إن التسجيلات التي تم نشرها من مناقشات الكابنيت آنذاك تثبت أنه حتى بعد 51 عاماً، فإن النقاش يكاد يكون هو نفسه "وعلى رأس كل شيء، التصريحات القاطعة التي أدلت بها رئيسة الوزراء غولدا مائير حول الالتزام تجاه الجنود الذين وقعوا في الأسر".

 

التسجيل الذي تبلغ مدته حوالي ساعة، وثّق جلسة مغلقة لمجلس الحرب في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 1973 وفيها تمّت المناقشة على خلفية المحادثات لاستعادة الأسرى التي جرت بوساطة الولايات المتحدة. ومما ورد في هذا التسجيل حديث غولدا مائير عن نظرتهم لأسراهم في مقابل نظرة الحكام العرب إلى أسراهم عند العدو.

 

التعليق:

 

في هذا التسجيل التاريخي، يسمع صوت رئيسة حكومة الاحتلال الراحلة غولدا مائير وهي تقول في فترة حرب تشرين الأول/أكتوبر عام 1973، متحدثة إلى جمهور ضم وزير جيش يهود موشيه ديان وعدة جنرالات كبار في الجيش: "سيتم التسامح مع الكثير من الأمور، ولكنْ هناك شيء واحد لن يتم التسامح معه - الضعف. اللحظة التي يتم تصنيفنا فيها كضعفاء، تكون النهاية".

 

فدولة يهود تبقى ببقاء هالة الرعب التي أٌحيطت بها، فإن زلزلت هذه الهالة - وقد حصل ذلك - بانت حقيقة ما تحتها، فهم ليسوا أهل حرب ولا قتال.

 

من زاوية أخرى يكشف التسجيل كيف أبلغ الوسطاء في الأمم المتحدة غولدا مائير بأن الدول العربية تعلم مدى تقدير يهود لأسراهم وتستغل هذا كوسيلة ضغط. فقالت مائير: "هؤلاء الناس مثل حدقة أعيننا، وهم يستغلون ذلك". وأشارت إلى أنه على عكس دولتهم، لم تتصرف الدول العربية بالطريقة نفسها لإعادة أسراها.

 

وقالت مائير للحاضرين: "إذن ماذا؟ هل يجب أن نتوقف عن الاهتمام بالناس؟". وأضافت: "لكننا بالتأكيد لسنا متساوين هنا، وآمل وسأقبل أن يرتقوا إلى مستوانا، ولكن حاشا لله أن نسقط إلى مستواهم. هذا يعني بالنسبة لهم، عندما يصبح من الضروري بذل جهد لتحرير الأسرى، ليس لأسباب إنسانية، بل لأسباب سياسية، يسمونه حفظ ماء الوجه".

 

إن هذا الكلام لا يزال واقعه قائما، فأرواح المسلمين ودماؤهم التي سفكت وتسفك صباح مساء لا تحرك ساكنا عند أي حاكم من حكام المسلمين، ولا تعني لهم شيئا فكيف بالأسرى عند العدو؟

 

غولدا مائير تصف جنودها بحدقة العين، وحكام المسلمين لا ينظرون إلى ما يزيد عن 40 ألف روح أزهقت في غزة إلا قذى في أعينهم يريدون التخلص منه بأسرع وقت. أما الجوعى والعطشى والجرحى والأسرى فهؤلاء عندهم هباء في هباء.

 

عندما كنا أمة عزيزة لها دولة عزيزة وحكام يعرفون معنى العزة كان لكل مسلم ومسلمة قيمة ووزن، فتحرك الجيوش لنصرتهم أو تحريرهم أو لتأديب من يروعهم. أما اليوم فإن غزة لا بواكي لها، فحتى الشجب والاستنكار لم يعد يسمع من حكام المسلمين، وأمثلهم طريقة يعتبر نفسه وسيطا محايدا!

 

هذا حال الحكام، ولكن ماذا عن بقية المسلمين وخاصة أهل القوة والمنعة فيهم؟

 

يهود يحيون يوم (غفرانهم) ظنا منهم أن الله سبحانه سيتجاوز عن مجازرهم وتدميرهم الحجر والشجر، وسيغفر لهم كل إفسادهم في الأرض في هذا الزمان، هذا شأنهم، ولكن كيف هو شأن الساكتين من أمة الإسلام، وخاصة من بيدهم قوة تغيير الواقع من جيوش وهم يرون ما يرون ولا يحركون ساكنا؟! ما هو عذركم عند الله يوم تقفون بين يديه؟! وأي غفران تأملون؟!

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حسام الدين مصطفى

آخر تعديل علىالخميس, 17 تشرين الأول/أكتوبر 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع