- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
لن تستطيعوا حجب نور الشمس
الخبر:
شارك وزير الدفاع التركي يشار غولر الخميس في اجتماع التحالف ضد تنظيم داعش الإرهابي، حيث تم اللقاء في مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) في العاصمة البلجيكية بروكسيل، وخلال اللقاء اجتمع مع نظرائه من باقي دول الحلف وعلى رأسهم وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن. (وكالة الأناضول)
التعليق:
الخبر بحد ذاته مستفز لأنكم أعلنتم سابقا بأنه تم القضاء على هذا التنظيم وتفاخرتم بالنصر عليه، واليوم تضعونه موضع الشماعة التي تعلقون عليها أهدافكم وخططكم الخبيثة التي تحيكونها لهذه المنطقة. أما كان جديرا بكم أن تطلبوا اجتماعاً للنظر في تداعيات ما يجري من أحداث في غزة ولبنان وأن تناقشوا ما يقوم به كيان يهود المجرم الذي لم يشابهه أحد في إجرامه، خاصة من حيث استهداف الأطفال والنساء؟ فكل يوم نستيقظ على مجازره ولا يوجد أي موقف جاد من أي دولة أو جهة دولية أو حتى رسمية سوى الاستنكار الذي لا يتعدى المحطات الداخلية لكل دولة وعلى رأسها أمريكا التي دائما تتبجح بأن من حق هذا الكيان الغاصب للأرض المباركة الدفاع عن نفسه، وحينما تكون المسألة تخص الفلسطينيين يقولون ليس لهم حق لا بالدفاع عن أنفسهم ولا حق المقاومة باعتبار أرضهم مغصوبة!
إن حال النظام الدولي اليوم يرثى له وقد أصبح لا يحتمل السكوت عليه، فالتحيز والكيل بمكيالين أصبحت سمة ثابتة فيه وهو الذي خالف القوانين التي قام عليها، وإن الدول التي ترى اليوم بأم أعينها عدم جدواه أو صلاحيته ولا تحرك ساكنا سوف تدور عليها الدائرة وتحكم أو تظلم بالمكيال نفسه ما لم يتحرك حكماء العالم للخروج من هذه المنظومة التي لا تطبق إلا ما يتناسب مع المخططات الأمريكية فقط.
إن لقاء وزراء دفاع حلف الناتو ليس هو لنقاش محاربة فلول تنظيم الدولة كما يدعون، بل كان لدعم أوكرانيا وتعزيز الشراكات مع منطقة آسيا والمحيط الهادي والاتحاد الأوروبي كما صرح الأمين العام للناتو مارك روته، حيث رحب أيضا بحزمة المساعدات الدفاعية الجديدة التي أعلنت عنها أمريكا لأوكرانيا والبالغة 425 مليون دولار.
فالملاحظ أن هذه الاجتماعات دائما وأبدا لا تصب إلا في مصالح الولايات المتحدة وما تريده هي فقط.
ومن الملاحظ أن تداعي المنظومة الدولية التي كانت قائمة مع عدم جدواها في تحقيق أي من التوازنات وانحيازها الواضح لأمريكا وزبانيتها هو ما سوف يجعل دول العالم تبحث عن بديل، وفي أسوأ الحالات تبحث عن ترميمها وإصلاحها، وما سوف يدعم ذلك التوجه هو قرب الانهيار المالي العالمي أو اندلاع حرب كبرى تفضي لتغيير في موازين القوة الدولية ويتغير الموقف الدولي الحالي ما سوف يتيح خيارات جديدة.
إن النظام البديل الذي تخافه أمريكا ومن ورائها الغرب هو نظام الإسلام الذي طالما بقي مغيبا، فإن الرأسماليين سيعيدون تكرير أنفسهم ونعيش 100 عام أخرى تحت ظل هذا النظام العفن!
لذلك نهيب بكم أيها المسلمون أن تغذوا السير مع العاملين المخلصين وأن تستفزوا أهل القوة والمنعة من ذويكم ليكونوا سعد هذه الأمة فينالوا رضا الله ويعيدوا للأمة سيرتها الأولى.
قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
دارين الشنطي