الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
وجود قوات عسكرية غير الجيش في السودان نذير بحرب عبثية أخرى!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وجود قوات عسكرية غير الجيش في السودان نذير بحرب عبثية أخرى!

 

 

 

الخبر:

 

في 29 تشرين الأول/أكتوبر المنصرم، كشفت مجموعة أسمت نفسها "الأورطة الشرقية" وهي فصيل عسكري يتبع للجبهة الشعبية للتحرير والعدالة، التي يرأسها الأمين داؤود، وهو من الموقعين على اتفاق جوبا للسلام، عن نشر قواتها في ولاية كسلا شرق السودان، بعد أن تلقت تدريبات في منطقة لم تذكرها.

 

وقال مساعد القائد العام لقوات الأورطة الشرقية، هُمد شبللا لسودان تربيون إن "نشر قواتهم في شرق السودان أتى برغبة كل الأطراف في المنطقة، وأن الخطوة تمت بعد مشاورات فنية وعسكرية مع القوات المسلحة وقواتنا هي الآن جزء من القوات المسلحة”. (سودان تربيون 2024/11/1)

 

التعليق:

 

لقد أثار انتشار قوات الأورطة الشرقية في شرق السودان جدلا واسعا بين المجموعات القبلية، واعتبر الأمين السياسي للمجلس الأعلى النظارات البجا والعموديات المستقلة سيد علي أبو آمنة، أن نشر هذه القوات في أراضيهم هو بمثابة إعلان حرب بين البجا وبقايا ما وصفهم بالمعارضة الإريترية.

 

إن وجود أكثر من قوة عسكرية واحدة في الدولة يهدد أمن البلاد، ويزعزع استقرارها، وخير شاهد على هذا هو وجود حركات متمردة تقاتل الجيش، ثم يعقد معها اتفاقيات تجعل منها قوات موازية للجيش، إضافة إلى ما سمي بقوات الدعم السريع التي كانت صنواً للجيش ثم تحارَبا. فهذه الحرب العبثية التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى، وشردت أكثر من 11 مليونا من بينهم 3.1 ملايين نزحوا خارج البلاد، حسب المنظمة الدولية للهجرة، هذه الحرب المصطنعة هي نتيجة لوجود أكثر من قوة في البلاد.

 

إن وجود أكثر من قوة عسكرية في البلاد، يعتبر إحدى حروب الجيل الخامس التي صنعها الغرب الكافر، ويقصد بها تدمير الجيوش والبلاد من غير أن تطلق رصاصة واحدة!

 

كتب عميل الكي جي بي يوري بيزمينوف، كيف تدمر دولة دون أن تطلق رصاصة واحدة بأربع مراحل؟ وجاء في المرحلة الثالثة وهي مرحلة الأزمة، "تستمر من شهرين إلى ستة أشهر وربما تزيد، تنتشر الفوضى السياسية، ويحدث الانفلات الأمني، ونُذُر المُواجهات، والحرب الأهلية، وإضعاف مؤسسات الدولة، مثل الجيش، والشرطة، والقضاء، والأمن العام، واعتساف القانون، وتدمير نظم الخدمة والإدارة، بجانب الانهيار الاقتصادي، وارتفاع الأسعار، وغياب الخدمات، وإفقار المجتمع وجعله قابلاً للتدمير". فهل أدرك أهل القوة خطورة وجود أكثر من جيش في البلاد، وصناعة حميدتي آخر، خاصة وأن شرق السودان توجد فيه مجموعات قبلية بينها صراعات قابلة لإشعال الفتنة القبلية؟! فما الذي يمنع دمج كل القوات الموجودة في البلاد في جيش واحد، بدل كيانات عسكرية منفصلة لها قيادتها، تدمر وحدة الجيش، وتزعزع أمن البلاد كما حصل مع حميدتي وغيره؟!

 

إن الإسلام العظيم قد اهتم بأمر الجيش، وجعله قوة واحدة ضاربة، فالعقيدة الإسلامية هي عقيدة عالمية، وطريقة نشرها هي الجهاد في سبيل الله، لذلك كان إعداد الجيش أمرا لازما، ويجب أن يكون جيشا واحدا يوضع في معسكرات خاصة، وأن توضع بعض هذه المعسكرات في مختلف الولايات، وبعضها في الأماكن الاستراتيجية، ويجعل بعضها في معسكرات متنقلة تنقلا دائما، تكون قوات ضاربة. فقد قسم عمر رضي الله عنه معسكرات الجيش على الولايات فصير فلسطين جندا (فيلقا)، والموصل جنداً، وكان يجعل في مركز الدولة جندا، ويجعل لديه جيشاً في موقع حصين يكون على استعداد للقتال عند أول إشارة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إبراهيم مشرف

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

آخر تعديل علىالأحد, 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع