- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أقيموا ميزان العدل في البلاد وأغلقوا احتياطيات السجون بدلاً من المباهاة بزيارتها!
الخبر:
تضمنت صحيفة الثورة الصادرة في صنعاء يوم الأربعاء 13 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري خبراً بعنوان "صعدة.. رئيسا محكمة ونيابة الاستئناف يتفقدان أحوال السجناء في الإصلاحية والاحتياطي"، قالت فيه: "تفقد رئيسا محكمة الاستئناف القاضي سليمان الشميري، والنيابة العامة القاضي إبراهيم جاحز، أمس، أحوال السجناء في الإصلاحية المركزية واحتياطي محافظة صعدة. واستمعا - خلال الزيارة - ومعهما عضو مجلس الشورى سلمان عوفان، ومدير مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل سلطان راشد، من مسؤولي الإصلاحية والاحتياطي، والسجناء عن الإجراءات المتخذة حيال المساجين، والمدد التي قضوها في السجن، ومستوى الرعاية والإيواء المقدمة لهم".
التعليق:
يقبع خلف قضبان سجون الاحتياطي في مختلف مدن البلاد، آلاف المسجونين، من دون محاكمات، فلماذا يقبع هؤلاء المساجين مدداً طويلة تصل شهوراً قبل عرضهم على المحاكم؟! أليس هذا وجهاً من وجوه الجور؟ وإلا فما قيمة القانون الذي حدد 24 ساعة فقط للحجز في أقسام الشرطة؟! وأسبوعاً واحداً بعد إحالة ملفاتهم إلى النيابة العامة، ولا يزيد تمديدها عن أسبوع ثان، بموافقة النائب العام، التي بدورها يضع ممثلوها، الملفات ذاتها أمام المحاكم، للبت فيها، وإصدار أحكام بحق المتهمين، من دون تأخير أو تسويف؟! كما أن حجب حقوق المتهمين؛ من حضور محاميهم وممثلي النيابة العامة جلسات التحقيق معهم في التهم المنسوبة إليهم، هي تَعَدٍ صريح على الحقوق.
سقى الله أياماً كانت المحاكم تتنقل فيها بين القرى، لبث الطمأنينة في المجتمع، بفصل الخصومات بين الناس بالعدل، وإماتة الشحناء بين أفراده. وقد استعفى عمرُ بن الخطاب الخليفة الراشد أبا بكر الصديق من القضاء، لعدم ورود قضية لديه لعام بأكمله! رضي الله عمن رضي الله عنهم.
على أهل العدل ومقيميه في البلاد، استحداث محاكم بقدر القضايا المنظورة أمامها، وسرعة البت فيها، بدلاً من استمرار جرجرة القضايا في المحاكم لعشرات السنوات! وهذا وجه آخر للجور. كما أن عليهم إلغاء نظام الضمانات المستحدث عبثاً لإطالة حبس المحبوسين، ونظام الاستئناف أمام المحاكم، وإحياء محاكم الإسلام، التي فيها الحكم واحد، وإحياء نظام محاكم المظالم، الذي نسيه الناس.
قال تعالى: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا للهِ﴾، فأقيموا حكمه بالإسلام في دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ولا تكونوا ممن أعرض عنه، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن