- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا وراء سماح أمريكا لأوكرانيا باستهداف العمق الروسي؟
الخبر:
رأت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن موافقة الرئيس الأمريكى جو بايدن، لأول مرة، على استخدام أوكرانيا لأسلحة أمريكية في عمق روسيا، تمثل تحولا كبيرا في استراتيجية الإدارة الأمريكية تجاه الحرب. (اليوم السابع، 2024/11/18م)
التعليق:
مما لا شك فيه أن وضع أوكرانيا بعد انتخاب دونالد ترامب لكرسي الرئاسة في أمريكا أصبح صعبا زيادة على ما فيه من تعقيدات، وذلك بسبب تصريحاته السابقة التي تعتبر أن دفع روسيا لهذه الحرب كان خطأ، ولو أنه كان رئيس أمريكا لما حدث ذلك، وكذلك قوله "عندما أعود رئيسا سأنهي الحرب في يوم واحد". لكن ما نراه على أرض الواقع أن هناك تأزما للحرب ودخولها طوراً تصعيديا جديدا، فهل يتعمد بايدن توريطه في الملف الأوكراني؟
بداية نقول إنه يغلب على ظننا أن فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية جاء نتيجة اتفاق وتوافق في الدولة العميقة داخل أمريكا، وهذا ما جعل ترامب يصرح قبل يومين من الانتخابات بأنه سيقبل نتيجة الانتخابات مهما كانت، بعد أن كان يهدد بأنه إن لم يفز فلن تكون هناك انتخابات مرة أخرى. وسبب ذلك هو الانقسام الشديد المضطرد داخل المجتمع في أمريكا بين اليمين ممثلا بترامب واليسار متمثلا بالديمقراطيين.
وإذا أضفنا إلى ذلك كله الاتصال الهاتفي الذي تم بين ترامب وبوتين في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر وكذلك اتصال شولتس المستشار الألماني مع بوتين بعد عدة أيام، فإن أقرب القول إلى الواقع أن بوتين ما زال يتمسك بشروطه من أجل إيقاف الحرب، فيمكن القول إن هذه الاتصالات قد فشلت، وإن محاولات إيجاد تسوية للحرب بسبب تعنت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهذا الواقع فرض على الداعم الغربي إجراء تصعيدياً وهو رفع الحظر عن استخدام الأسلحة بعيدة المدى لضرب عمق روسيا بحجة استجلابها لقوات من كوريا الشمالية.
مع أنه يجب أن يكون واضحا أن هذه الحرب لن تسفر عن تحرير الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا بشكل كامل، ولكن في المقابل لن يتخلى الغرب عن أوكرانيا وتركها وحيدة لمصيرها لأن ذلك يعتبر ضربة لحلفاء واشنطن وتضر بالسياسة الخارجية الأمريكية وبمصالح أمريكا عموما لأنها ستعتبر سابقة خطيرة تؤدي لتغيير كثير من الدول من علاقاتها مع أمريكا وخاصة الدول الأوروبية التي تسير خلفها ومطواعة في يدها كبولندا مثلا.
نرى أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون مصيرية أو على الأقل فاصلة في كثير من الملفات الدولية وليس ملف الحرب الروسية الأوكرانية فقط، بل أيضا الحرب في الشرق الأوسط، وذلك بسبب قدوم رئيس جديد للدولة الأولى في العالم من خارج الوسط السياسي الأمريكي التقليدي وصاحب صفقات مثيرة للجدل وماض غامض، يأتي هذا كله وسط انقسام المجتمع في أمريكا على نفسه، والسؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى ستبقى طغمة ظالمة مارقة تتحكم في مصير العالم؟!
أيها المسلمون: يقع على عاتقكم الدعوة للإسلام لإخراج الناس من عبادة الطاغوت إلى عبادة الله، ولا يكون ذلك إلا بالعمل لتحكيم شرع الله في دولة الإسلام؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد الطميزي