الجمعة، 25 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
العاقل من اتعظ بغيره والأحمق من اتعظ بنفسه

بسم الله الرحمن الرحيم

 

العاقل من اتعظ بغيره والأحمق من اتعظ بنفسه

 

 

 

الخبر:

 

أكدت الحكومة العراقية، يوم الأحد الموافق 2024/12/8، على احترام إرادة السوريين، معلنة رفضها أي تدخل خارجي، وذلك في أول موقف رسمي عراقي بعد إسقاط نظام بشار الأسد على يد فصائل المعارضة المسلحة.

 

وقال الناطق باسم الحكومة باسم العوادي، في بيان ورد لوكالة شفق نيوز "تتابع الحكومة العراقية مُجريات تطوّر الأوضاع في سوريا، وتواصل الاتصالات الدولية مع الدول الشقيقة والصديقة، من أجل دفع الجهود نحو الاستقرار، وحفظ الأمن والنظام العام والأرواح والممتلكات للشعب السوري الشقيق". وأضاف أن "العراق يؤكد ضرورة احترام الإرادة الحرّة لجميع السوريين، ويشدد على أنّ أمن سوريا ووحدة أراضيها، وصيانة استقلالها، أمر بالغ الأهمية، ليس للعراق فقط إنما لصلته بأمن واستقرار المنطقة".

 

وجدد البيان العراقي على "أهمية عدم التدخل في الشأن الداخلي السوري، أو دعم جهة لصالح أخرى، فإنّ التدخل لن يدفع بالأوضاع في سوريا سوى إلى المزيد من الصراع والتفرقة، وسيكون المتضرر الأول هو الشعب السوري الذي دفع الكثير من الأثمان الباهظة، وهذا ما لا يقبل به العراق لبلد شقيق ومُستقلّ وذي سيادة، ويرتبط بشعبنا العراقي بروابط الأخوّة والتاريخ والدّم والدين" (شفق نيوز، بتصرف).

 

التعليق:

 

قبل يومين من إعلان هذا البيان، أي يوم الجمعة 2024/12/06م، اجتمع وزير خارجية العراق مع نظيريه السوري والإيراني في بغداد، في محاولة من النظام الإيراني للضغط على العراق لمساعدة نظام الأسد عسكريا، وفقا لما نشرته سكاي نيوز عربية، (قالت مصادر سياسية عراقية، إن إيران تسعى لجر العراق نحو الاشتراك عسكريا في الأحداث الجارية في سوريا، مع الضغط لإنشاء غرفة عملية عسكرية استخباراتية مشتركة بين روسيا والعراق وإيران وسوريا. وأضافت المصادر لمراسل سكاي نيوز عربية، أن طهران منزعجة من محاولة الحكومة العراقية فصل موقفها عن موقف المليشيات الموالية لإيران فيما يتعلق بدعم سوريا سياسيا وعسكريا واقتصاديا).

 

وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يعيش ضغوطا داخلية متمثلة بالفصائل الموالية لإيران من مثل كتائب حزب الله، وفاطميون، وغيرهما، وخارجية متمثلة بإيران، منذ انطلاق عملية ردع العدوان صباح الأربعاء 2024/11/27 من إدلب ولغاية سقوط الأسد وإعلان السيطرة على دمشق فجر الأحد 2024/12/8، وبالإضافة إلى تناقض موقف القادة السياسيين في العراق، فقد شدّد الصدر قائد مليشيا سرايا السلام في مؤتمر صحفي عقده بمدينة النجف جنوب بغداد على "ضرورة عدم تدخل العراق حكومة وشعبا وكل الجهات والفصائل والقوات الأمنية في الشأن السوري كما كان ديدن بعضهم في ما سبق"، وطالب الحكومة بمنع التدخل في الشأن السوري ومعاقبة كل من يخرق الأمن في العراق.

 

من أجل ذلك نقول: إن سقوط الأسد وإعلان نهاية حكم البعث في سوريا، ليس غريبا على إعلان بيان الحكومة العراقية، وقد تخلص السوداني من تلك الضغوطات.

 

ولكن الغريب والمستهجن هو ما أعلنته وزارة الخارجية الإيرانية، في أول تعليق رسمي إيراني على سقوط نظام بشار الأسد، الأحد 2024/12/8 وفقا لما نشرته CNN، "إن إيران ستحترم وحدة سوريا وسيادتها الوطنية وسلامة أراضيها"، وقالت إن "تحديد مصير سوريا وتقرير مستقبلها هو مسؤولية شعبها وحده، بعيداً عن التدخل المدمر أو الإملاء الخارجي".

 

والكل يعلم والعالم يشهد أن دمار سوريا وقتل مئات الآلاف من الأبرياء، وتهجير الملايين، تم على يد إيران، وحزبها في لبنان، ومليشياتها من العراق، والتي لولاها لسقط نظام بشار قبل ثلاث عشرة سنة.

 

وها هي إيران اليوم تعيش أسوأ أيامها في انحسار نفوذها في لبنان وسوريا وقد يعقبهما العراق بقص أجنحتها وتقليم أظافرها فيه، بعد كل تلك الخدمات الكبيرة التي قدمتها لشيطانها الأكبر أمريكا.

 

وتضيف وبكل وقاحة على لسان وزير خارجيتها أنها "لن تدخر أي جهد للمساعدة في إرساء الأمن والاستقرار في سوريا، وتحقيقاً لهذه الغاية، ستواصل إيران مشاوراتها مع جميع الأطراف المؤثرة، وخاصة داخل المنطقة".

 

وصدق فيها قول رسول الله ﷺ: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ».

 

هذا هو ديدن النظام الإيراني الذي عهدنا خبثه، ودائما ما يتصيد في المياه العكرة.

 

وكان الأولى بهؤلاء الرويبضات أن يتعظوا بمن سبقهم من الحكام، فيعتبروا ويتعظوا ويثوبوا إلى رشدهم، ولكنهم لا يزالون في طغيانهم يعمهون، وحالهم كما قال تعالى: ﴿وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ﴾.

 

نسأله تعالى أن يعجل هلاك الظالمين، وأن يحفظ المجاهدين المخلصين من كيد الكائدين وخبث المتآمرين، وأن يشرح صدورهم وينور قلوبهم لتحكيم شرع الله، وتحرير الأقصى وجميع بلاد المسلمين، إنه سميع مجيب.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد الطائي – ولاية العراق

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع