- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
لولاك ما ظلموا!
الخبر:
الجرائم البشعة التي ارتكبها نظام الأسد المخلوع وشبيحته، وكشفت عنها وسائل الإعلام.
التعليق:
يُروى عن شيخ الإسلام ابن تيمية أنّه لما كان في سجنه جاءه أحد الحراس معتذراً منه، قائلاً: اغفر لي يا شيخنا فأنا مأمور، فما كان منه رحمه الله إلا أن قال له العبارة المشهورة التي صارت مثلاً: "لولاك ما ظلموا".
ومما يُروى أيضاً عن الإمام أحمد بن حنبل أنّه لما سُجن جاء السجّان فقال له: يا أبا عبد الله الحديث الذي روي في الظلمة وأعوانهم صحيح؟ قال الإمام أحمد: نعم، قال السَّجَّان: فأنا من أعوان الظلمة؟ قال الإمام أحمد: "أعوان الظلمة من يأخذ شعرك ويغسل ثوبك ويصلح طعامك ويبيع ويشتري منك، فأما أنت فمن الظلمة أنفسهم".
هذه فرصة ثمينة لجميع الظلمة - لا نقصد الحكام الظلمة المجرمين في بلاد المسلمين - بل نقصد الضباط والجنود والموظفين الذين ينفّذون أوامرهم، فيظلمون الناس بغير حق، يقتلونهم ويعذّبونهم ويسجنونهم ويظلمونهم، ويأكلون أموالهم بغير حق، لأنْ يراجعوا أنفسهم، وينظروا في أمرهم قبل أن يصيبهم ما أصاب الظلمة عند بشار الأسد وعند غيره من المخلوعين قبله، لا نقصد عقابهم في الدنيا الذي يصيب بعضهم ولا يصيب الآخرين، بل نقصد عقاب الآخرة، حيث لا دينار ولا درهم؛ بين يدي الحكَم العدْل الذي لا يُظلَم عندَه أحد، روى البخاري أن رسول الله ﷺ قال: «مَن كانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لأخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْها، فإنَّه ليسَ ثَمَّ دِينارٌ ولا دِرْهَمٌ، مِن قَبْلِ أنْ يُؤْخَذَ لأخِيهِ مِن حَسَناتِهِ، فإنْ لَمْ يَكُنْ له حَسَناتٌ أُخِذَ مِن سَيِّئاتِ أخِيهِ فَطُرِحَتْ عليه».
وليعلمْ أولئك الظلمة أنّ الحكّام الظلمة الذين قاموا بتنفيذ أوامرهم لن ينفعوهم في ذلك اليوم، فهم لن ينفعوا أنفسهم فضلاً عن أنْ ينفعوا أعوانهم في الظلم، وأنهم لا عذر لهم بطاعتهم في الظلم لأنّ الرزق بيد الله سبحانه وتعالى وليس بأيدي الحكام، وكذلك الأجل، فما حصل مع بشار وأعوانه من الظلمة فيه عبرة لغيرهم من الظلمة وأعوانهم، فليعتبروا وليرعووا عن ظلمهم، قبل أن يتبرأوا منهم، ولا يكون أمامهم إلا عذاب جهنم، قال تعالى: ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليفة محمد – ولاية الأردن