- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
سوء الرعاية حالة دائمة في ظل غياب أحكام الإسلام
الخبر:
بدء الإضراب الشامل للمعلمين في محافظة تعز. (عدن الغد، 30/12/2024)
التعليق:
لا تكاد توجد محافظة من المحافظات التي تخضع لحكم المجلس الرئاسي اليمني إلا وحصلت فيها إضرابات في مختلف إدارات الدولة وأبرزها التعليم، وكذلك القضاة في حضرموت هذه الأيام لديهم إضراب، وهذه الإضرابات أو الوقفات هي بسبب غلاء المعيشة وضيق العيش الذي يعاني منه الشعب بجميع فئاته عدا الطغمة الحاكمة بلا شك ومن يتبعهم من مجالس وأحزاب تتلقى الدعم الدولي الخارجي أو هي شريكة للدولة في نهب ثروات هذا البلد الغني.
إن اليمن يعد من أغنى دول العالم بالثروات المختلفة إضافة إلى موقعه الجغرافي المتميز المسيطر على خط التجارة الدولي الرابط بين الشرق والغرب، وفيه ميناء عدن الذي يعتبر من أفضل الموانئ العالمية، أما الثروات فقد حباه الله بثروة نفطية غنية. فاليمن يحوي احتياطي نفط عالياً بحسب تقارير دولية إضافة إلى إنتاجه النفط والغاز واحتوائه على المعادن المختلفة ومنها الذهب، إضافة إلى الثروة السمكية حيث يصدر إلى العالم أجود أنواع الأسماك وأثمنها، وكذلك يتمتع بثروة زراعية متنوعة وغنية، فهو يتمتع بمناخ متنوع بين شماله إلى جنوبه وينتج مختلف أنواع المنتجات الزراعية التي تجعله بلدا مكتفيا ذاتيا.
ورغم كل هذه الثروات إلا أن شعبه يئن تحت وطأة الفقر والجوع والمرض والبطالة والجهل! وما هذا إلا بسبب الحكام الفجار الذين باعوا خيراته للأجنبي عبر صفقات مختلفة من أيام المخلوع علي عفاش إلى الحكام الحاليين الذين أدخلوا الدول الإقليمية والدولية إلى اليمن عبر مشاريعها وعبر شركاتها لأجل سرقة هذه الثروات ونهب هذا الشعب مقابل أن تعيش هذه الطغمة منعمة بأموال الناس في عواصم العالم، فكما يعلم الجميع فإن حكام هذا البلد وسياسيه يتنقلون بين الرياض والقاهرة وتركيا وأبو ظبي ويقيمون الحفلات والأفراح بملايين الدولارات بينما لا يجد المعلم في اليمن ما يكفيه لإشباع حاجاته الأساسية فضلا عن الكمالية!
يا أهل اليمن: إن الحل بسيط وسهل وليس معقداً؛ وهو بأن ننزع سلطان هؤلاء الحكام الظلمة ونعيد حكم الإسلام (الذي في عهده أقام المسلمون دوراً لرعاية القطط ودوراً للمسافرين يرتاحون فيها، وغيرها الكثير من المواقف التي تظهر الرعاية الحقيقية للناس)، فالإسلام يحوي نظاما اقتصاديا منزلا من خالق الإنسان ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾، نظاما يحرم الظلم ويكفل للناس حقوقهم وحاجاتهم ويوزع الثروات بين الناس بالعدل، فرسولنا ﷺ يقول: «مَنْ تَرَكَ مَالاً فَلِوَرَثَتِهِ، وَمَنْ تَرَكَ كَلّاً فَإِلَيْنَا» رواه البخاري، ويقول ﷺ: «النَّاسُ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ؛ الْمَاءِ وَالْكَلَأِ وَالنَّارِ» رواه أحمد. فالناس شركاء وليس للدولة حق تملك الثروات العامة بل هي فقط تشرف على إدارتها وليس على نهبها للخارج.
وفي الختام نذكر كل مسؤول في هذه البلد بحديث النبي ﷺ «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» رواه مسلم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمر الحضرمي – ولاية اليمن