- الموافق
- 2 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الصائم مع القرآن والسنة
الصائمُ صاحبُ الكلمةِ الطيبةِ
الكلمةُ الطيبةُ هي التي تَسُرُّ السامعينَ وتُؤَلِّفُ قلوبَهم، وهيَ ذاتُ الأثرِ الطيبِ في نفوس الآخرينَ، وهي التي تُثْمِرُ عملاً صالحاً في كل وقتٍ وحينٍ بإذن الله، وهي التي تفتحُ أبوابَ الخيرِ، وتُغْلِقُ أبوابَ الشرِّ.
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (اتَّقُوا النارَ ولو بِشِقِّ تمرةٍ، فمنْ لم يجدْ فبكلمةٍ طيبةٍ) فهذا أمرٌ منه صلى الله عليه وسلم بأنْ نتّقيَ النارَ ونجتَنبَها ولو بالقليلِ القليلِ من الطعامِ، فإن لم يكنْ فبكلمةٍ طيبةٍ يقولُها المؤمنُ لأخيهِ المؤمنِ يَسُرُّهُ بها، وقبلَ ذلكَ يُرضِيْ اللهَ تعالى عنه.
وعن أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (والكلمةُ الطيبةُ صدقةٌ).
وعن عبدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ في الجنةِ غرفةً يُرَى ظاهرُها من باطنِها، وباطنُها من ظاهرِها، فقالَ أبو مالكٍ الأشعريُّ: لمنْ هيَ يا رسولَ الله؟ قال: لمنْ أطابَ الكلام، وأطعمَ الطعام، وباتَ قائماً والناسُ نيامٌ).
فإنْ لم يجدِ المؤمنُ خيراً يقولُهُ، فالصمتُ أولى به، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عنه أبو هريرةَ رضيَ اللهُ عنه: (من كانَ يؤمنُ باللهِ واليوم الآخرِ فلْيَقُلْ خيراً أوْ لِيَصْمِتْ).
والمسلمُ المؤمنُ الصائمُ التقيُّ يَتَقَصَّدُ في الكلمةِ التي تخرجُ منه أنْ يكونَ فيها رضوانُ اللهِ تعالى، ويتَحَرَّى فيها البُعْدَ عن سَخَطِ اللهِ وغضبِه، فعن بلالِ بنِ الحارثِ الْمُزَنيِّ رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قال: (إنَّ الرجلَ لَيَتَكَلَّمُ بالكلمةِ من رضوانِ الله، ما كانَ يظنُّ أنْ تبلُغَ ما بلغتْ، يكتبُ اللهُ تعالى له بها رضوانَهُ إلى يومِ يَلقاهُ. وإنَّ الرجلَ لَيَتَكَلَّمُ بالكلمةِ من سَخَطِ اللهِ، ما كانَ يظنُّ أنْ تَبلُغَ ما بلغتْ، يكتبُ اللهُ له بها سَخَطَهُ إلى يومِ يَلقاهُ).
وقد وصفَ اللهُ تعالى الكلمةَ الطيبةَ بالشجرةِ الطيبةِ ذاتِ الأصلِ الثابتِ في الأرضِ، وفرعُها باسقٌ في السماءِ: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا)، وأمرَ اللهُ سبحانَه عبادَهُ أنْ يقولوا التي هيَ أحسَنُ فقالَ عزَّ مِنْ قائلٍ: (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا)، وهذا يعنِيْ عندَ المؤمنِ الارتقاءَ بكلامِه، ذلك أنّهُ إنْ خُـيِّرَ بينَ كلمتينِ إحداهُما حَسَنة، والأخرى أحسنُ منها، فهو مأمورٌ بالأحسنِ دائماً، فهو يَصْعَدُ منْ عليٍّ إلى أعلى، ذلك أنَّ الشيطانَ يتربَّصُ بعبادِ اللهِ الصالحينَ، فإنِ اختاروا غيرَ الأحسنِ فإنّهم مُعَرَّضونَ أنْ يَنْزَغَ بينهم.
فمنْ أولى من الصائم بِتَخَيُّرِ الكلمةِ الطيبةِ، وتجنُّبِ الكلمةِ السيئةِ، وهو المأمورُ بالبعْدِ عن الرَّفَثِ وعنِ الصَّخَبِ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلا الصيامَ، فإنه لي وأنا أَجْزِيْ به، والصيامُ جُنَّةٌ، وإذا كانَ يومُ صومِ أحدِكم فلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أحَدٌ أو قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّيْ امْرُؤٌ صَائِمٌ).
وسائط
2 تعليقات
-
بارك الله فيكم
-
جزاكم الله خيرا و بارك جهودكم