الإثنين، 21 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
إقامة الدولة في ظل قانون السببية - ج10 - ملخص الأشكال الثلاثة للسنن عند السيد محمد باقر الصدر

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إقامة الدولة في ظل قانون السببية

 

للكاتب والمفكر ثائر سلامة - أبو مالك

 

(الجزء العاشر: ملخص الأشكال الثلاثة للسنن عند السيد محمد باقر الصدر)

 

للرجوع لصفحة الفهرس اضغط هنا

 

 

 

إذن فالإمام الصدر ينظر إلى السنن من حيث علاقة مسبباتها بحدوثها، فهي على قسمين:

 

قسم حتمي يحدث فور حدوث مسبباته، الشكل الأول صيغ بصورة الشرط، فمتى ما وجد المشروط تحقق الشرط: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد: 7]، والشكل الثاني حتمي أيضا، يتحقق فورا وهو السنن الفيزيائية الناظمة لحركة الكون والإنسان والحياة، فبحدوث أشراطها تحدث، كغليان الماء عند درجة حرارة معينة، عند ضغط معين، أو أنها تسير على هيئة قضايا وجودية ناجزة كحركة الأفلاك وما ينشأ عنها من تعاقب الليل والنهار والخسوف والكسوف، فيمكن استقراؤها، ولا يمكن للإنسان أن يغير فيها،

 

وأما القسم الثاني فحتمي ولكن قد لا يقع جزاؤه فور وقوع مسبباته: وأما الشكل الثالث: فحركة الإنسان والجماعة في ضمن دائرة اختيارهم، فيخالفون عن أوامر الله، ويتحركون في الأرض بما يخالف ما طبعوا عليه من السنن الفطرية، وما شابه، فيتحدون السنن مدة قصيرة ثم يأخذهم الله تعالى بظلمهم. لكن هذه السنن من هذا الشكل تمتاز بميزتين:

 

أولاهما: أنها تتعدى حركة الفرد إلى حركة ذات تأثير في الجماعة.

 

والثانية: ارتباطها بالعلة الغائية، وأن العلة الغائية تحرك الأسباب وتتفاعل معها، وفق نشاط ذهني ومخطط فكري!

 

خلاصة التفسير التاريخي عند السيد الصدر:

 

ويلخص لنا المفكر الأستاذ يوسف الساريسي خلاصة التفسير التاريخي عند السيد الصدر:

  1. إن المحتوى الداخلي للإنسان هو الأساس في حركة التاريخ.
  2. إن حركة التاريخ حركة غائية مربوطة بهدف وليست سببية فقط، أي أنها حركة مشدودة إلى المستقبل، فالمستقبل هو المحرك لأي نشاط من أنشطة التاريخ.
  3. المستقبل معدوم فعلاً وإنما يتحرك من خلال الوجود الذهني.
  4. الوجود الذهني هو الحافز والمحرك والمدار لحركة التاريخ.
  5. في الوجود الذهني يمتزج الفكر والإرادة وبامتزاج الفكر والإرادة تتحقق فاعلية المستقبل وتحريكهُ للنشاط التاريخي على الساحة الاجتماعية.

إذن العلاقة بين المحتوى الداخلي للإنسان، الفكر والإرادة، وبين البناء الفوقي والتاريخي للمجتمع هي علاقة تبعية أي علاقة سبب بمسبب، فكل تغير في البناء الفوقي والتاريخي للمجتمع إنما هو مرتبط بتغيير المحتوى الداخلي. انتهى[1]

 

نستطيع صياغة الأفكار السابقة بشيء من التحوير فيها، والبناء عليها بناء فكريا نضيف إليها نظرتنا للموضوع فنميز بين ثلاثة أنواع من السنن: السنن الإلهية، والسنن الكونية، والسنن الإنسانية.


 

[1] المفكر الأستاذ يوسف الساريسي

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع