- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
من روائع البيان في قوله تعالى:
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)
(4)
8. لاحظ أنه قال: (أجيب دعوة الداع) وكان القياس أن يقول: (أجيب دعوتهم)؛ وذلك للدلالة على أنه يجيب دعوة كل داع, وليس فقط دعوة السائلين، فوسع دائرة الدعوة, ولم يقصرها على السائلين.
9. قال: (فإني قريب) ولم يقل: (أنا قريب) وهذا توكيد بـ (إن) المشددة للتوكيد؛ لأن أنا غير مؤكدة.
10. أن الآية توسطت آيات الصوم، وهذا يعني أن الدعاء ديدن الصائم, وأن للصائم دعوة لا ترد كما ورد في الأثر "ما لم تكن بقطيعة رحم". الدعاء شعار الصائمين.
ومن عظمة الدعاء ومنزلته عند الله أن الله أحاطه بآيات الصوم الذي قال عنه في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به"؛ لأن الصوم من شعائر الإخلاص لله؛ لأنه شَعيرة غير ظاهرة الأثر على صاحبها ما لم يرائي، فكذا الدعاء أراده الله أن يكون خالصًا له, وهو الذي يجزي به من دون شرك فيه لأحد، من دون واسطة نبي أو ولي أو شرطي أو موظف.