الإثنين، 28 صَفر 1446هـ| 2024/09/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
رسائل رمضانية  - 26

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الرسالة السادسة والعشرون

من أعظم فروض الإسلام إقامة دولته

 

 

 

الحَمدُ للهِ الذي فَتحَ أبوَابَ الجِنَانِ لِعبَادِهِ الصَّائمينْ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشرَفِ الأنبيَاءِ وَالمُرسَلينْ، المَبعُوثِ رَحْمَةً لِلعَالمينْ، وَآلهِ وَصَحبهِ الطيِّبينَ الطَّاهرينْ، وَمَنْ تبِعَهُ وَسَارَ عَلى دَربهِ وَاهتدَى بهَديهِ وَاستَنَّ بسُنَّتهِ، وَدَعَا بدَعوَتهِ إلى يَومِ الدِّينْ.

 

أحبتنا الكرام : السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، وبعد: إليكم الرسالة السادسة والعشرين من "الرسائل الرمضانية من هدي القرآن والسنة النبوية"، وهي بعنوان: "من أعظم فروض الإسلام إقامة دولته".

 

إخوةَ الإيمانِ: أيها الصائمون:

 

 

شهر رمضان شَهْرٌ عَظِيمٌ، شَهْرُ البَرَكاتِ. فَفِيه تُصَفَّدُ الشَّياطِينُ، وَفِيه تَتَنَزَّلُ عَلَيْكُمْ رَحْمَةُ رَبِّ العالَمينَ. عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ». (رَواهُ البُخارِيُّ). فَما لَهُ يرَى شَياطِينَكُمْ تَرْتَعُ وَتَمْرَحُ عَلَى أَرْضِكُمْ، فَتُكَثِّرَ الفَسادَ وَتُخَرِّبَ الأَخْلاقَ وَتُدَمِّرَ القِيَمَ، وَأَنْتُمْ عَنْهُمْ ساكِتُونَ؟ أَتَسْتَبْدِلُونَ بالرَّحْمَةِ النِّقْمَةَ فِي هذا الشَّهْرِ. أَلا تَرَوْنَ أَنَّ صَفْوَتَهُ مِنْ بَيْنِ الأَشْهُرِ قَدْ دُنِّسَتْ، وَأَنَّ حُرْمَتَه قَدْ انْتُهِكَتْ. فَهذا عاصٍ يَتَبَجَّحُ بِمَعْصِيَتِهِ، فَلا نَجِدُ لَهُ قاضِيًا يُعَزِّرُهُ، وَذاكَ صَخَّابٌ بِالأَسْواقِ وَغاشٌّ لِلنّاسِ وَباخِسٌ فِي المِكْيالِ، فَلا نَجِدُ لَهُ الحِسْبَةَ وَلا المُحْتَسِبَ. إن رمضان يشكو إليكم حاله، فانظروا ماذا أنتم فاعلون؟ لقَدْ أَتَاكمْ شهر رمضان وَأَنْتُمْ مُمَزَّقُونَ وَمُتَفَرِّقُونَ، وَحَتّى عَنْ هِلالِه مُخْتَلِفُونَ. وِلِأَهْواءِ طَواغيتِكُمْ مُتَّبِعُونَ. فَكَيَّفْتُمْ مَطالِعِه حَسْبَ أَقْطارِكُمْ. نُزُولاً عِنْدَ رَغْبَةِ أَعْدائِكُمْ الّذينَ قَسَّمُوا بِلادَكُمْ. فَلَمْ تَتَوَحَّدُوا لا فِي صَوْمٍ وَلا فِي عِيدٍ. إن من أعظم فروض هذا الدين والتي بها يقوم الدين هو العمل لإقامة دولة الإسلام، والإسراع بتغيير أنظمة الكفر التي ضيعت شرع الله وأورثتنا الذل والهوان.

 

  • يقول ابن الفضل: "ألا إن القرآن والسلطان توأمان. فالقرآن أس، والسلطان حارس. فما لا أس له فمهدوم. وما لا حارس له فضائع".
  • ويقول سيدنا عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه: "إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن".
  • ويقول القاسم ابن مخيمرة ذلك التابعي الجليل: "زمانكم سلطانكم فإذا صلح سلطانكم صلح زمانكم، وإذا فسد سلطانكم فسد زمانكم".

نعم يا عباد الله، رمضان شهر الأجر والحسنات فلا تقصروا فيه، وأقلعوا عن معاصيكم في هذا الشهر الفضيل، وأول ما تبدءُون به هو العمل لإقامة دولة الإسلام فهو فرض قد أوجبه الله من فوق سبع سماوات، وهو الخير الذي به سيعود للإسلام معنى ووجود.

 

اللهُمَّ أقـِرَّ أعْيُنَنَا بـِقيَامِ دَولةِ الخِلافَة، وَاجْعلْنـَا مِنْ جُنُودِهَا الأوفِياء المُخلِصينْ. وَالسَّلامُ عَليكـُم وَرَحمَةُ اللهِ  وَبَرَكاتهُ.

آخر تعديل علىالأربعاء, 20 أيار/مايو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع