السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
التفكير المستنير في مفاهيم حزب التحرير - 16

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ــــــــــــــــــ (16) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


النظرة العميقة المستنيرة للإنسان تري أنه يعيش في دائرتين

 


الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وآله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين. اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علمًا نافعًا يا رب العالمين، اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.


مستمعينا الكرام مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: سنكون معكم على مدار بضع وستين حلقة نعرض عليكم فيها "مفاهيم حزب التحرير" مِنْ خلال ما مَنَّ الله به علينا في السلسلة الصوتية التي أعددناها لهذه الغاية والتي سميناها: "التفكير المستنير بمفاهيم حزب التحرير". وإليكم أبرز المفاهيم الواردة في الحلقة السادسة عشرة.


النظرة العميقة المستنيرة للإنسان تري أنه يعيش في دائرتين:


1. الدائرة التي تسيطر عليه لا يسأل عن الأعمال التي تحصل فيها منه أو عليه: وقد سبق الحديث عنها.


2. الدائرة التي يسيطر عليها هي الدائرة التي يسير فيها مختارًا؛ ولذلك يسـأل عن الأعمـال التي يقـوم بها:


ورد في كتيب "مفاهيم حزب التحرير" ما نصه: وأما الدائرة التي يسيطر عليها فهي الدائرة التي يسير فيها مختارًا ضمن النظام الذي يختاره، سواء شريعة الله أو غيرها. وهذه الدائرة هي التي تقع فيها الأعمال التي تصدر من الإنسان أو عليه بإرادته، فهو يمشي ويأكل ويشرب ويسافر في أي وقت يشـاء، ويمتنع عن ذلك في أي وقت يشـاء: يفعل مخـتارًا، ويمتنع عن الفـعل مختارًا، ولذلك يسـأل عن الأعمـال التي يقـوم بها ضمن هذه الدائرة.


الأعمال التي تقع من الإنسان في دائرته لا توصف بأنها خير أو شر لذاتها, بل لاعتبارات خارجة عن ذاتها.


وهو ــ أي الإنسـان ــ يحـب أشـياء تقـع منه أو عليه في الدائرة التي يسيطر عليها والدائرة التي تسيطر عليه، ويكره أشياء فيهما، فيحاول أن يفسر هذا الحب وهذه الكراهية بالخير والشر، ويميل لأن يطلق على ما يحب أنه الخير، وعلى ما يكره أنه الشر. وكذلك أطلق على أفعال أنّها خير وعلى أفعال أخرى أنّها شر على أساس ما أصابه منها من نفع، أو ما لحقه منها من ضرر. والحقيقة أن الأعمال التي تقع من الإنسان في دائرته لا توصف بأنها خير أو شر لذاتها، لأنّها مجرد أفعال فقط ليس لها وصف الخير أو الشر باعتبار ذاتها، وإنّما جاء كونها خيراً أو شراً بناء على اعتبارات خارجة عن ذات الأعمال، فقتل النفس الإنسانية لا يسمى خيراً ولا شراً، وإنما يسمى قتلاً فقط. وكونه خيراً أو شراً إنّما جاء من وصف خارج عنه. ولذلك كان قتل المحارب خيراً وقتل المواطن أو المعاهد أو المستأمن شراً، فيكافأ القاتل الأول، ويعاقب القاتل الثاني، مع أنهما عمل واحد ليس فيه تمييز.


الخير والشر آت من العوامل التي تسير الإنسان للقيام بالعمل, والغاية التي يهدف إليها من القيام به.


وإنّما الخير والشر آت من العوامل التي تسير الإنسان للقيام بالعمل, والغاية التي يهدف إليها من القيام به. فالعوامل التي سيرت الإنسان للعمل والغاية التي يهدف إليها هما اللذان عيّنا وصف العمل بالخير والشر، سواء أحب الإنسان أو كره، وسواء أصابه منه نفع أو ضرر.


مستمعينا الكرام مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير:


نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى وكان في العمر بقية, وإلى أن نلقاكم ودائما نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها. إنه ولي ذلك والقادر عليه. نشكركم على حسن استماعكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

16 2

 

16 1

 

 

آخر تعديل علىالأربعاء, 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع