- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
مَنْ رَامَ تحقُقَ الوَعدِ والفوزَ بالبشرى فَهَلُمَّ إلى العمل
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينِ، وأزكى الصلاةِ وأتمُّ التسليمِ على الهادي الأمينِ، وآلِ بيتهِ الطيبينَ الطاهرينَ، وأصحابِهِ الغُرِّ الميامين، ومَنْ تبِعَهُم وسارَ على نهجِهِم إلى يومِ الدِّينِ، أمَّا بعدُ:
فَقد وعدَ اللهُ سبحانَهُ وتعالى هذهِ الأُمَّةَ بالنصرِ والتمكين، فقالَ عزَّ مِنْ قائل: {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنَاً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئَاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}، وأخبرنَا رسولُنا الكريمُ r، بزوالِ دولةِ الخلافةِ، لكنَّه بشَّرَنَا بعودتِهَا، فقال: ((ثُمَّ تكونُ خِلافةٌ على مِنهاجِ النُبوَّةٍ))، وهذه البُشرى قطعاً لا تكونُ لمَنْ ضيَّعَ الأمانةَ، وتكاسلَ عن حملِ الدعوةِ، فمَنْ أرادَ الفوزَ بها فلا بُدَّ لَهُ مِنَ الإيمانِ اليقينيِّ، والعملِ الصالحِ الجادِّ الخالصِ للهِ تعالى وحدَه.
فضعْ نُصبَ عينيكَ أن تكونَ مِنَ الذين ستعودُ الخلافةُ على أيديِهِم، مِنَ الذين سيُحررون بيتَ المقدسِ بمقاتلةِ يهودَ والقضاءِ على وجودِهِم في أرضِ الإسراءِ والمعراجِ، وَلِمَ لا تكونُ مِنْ فاتِحي رُوْمِيَّةَ؟! ضَعْ نُصْبَ عينيكَ هذهِ الأهدافَ الساميةِ، واجعلْ أعمالَكَ على هذا المستوى، حينها سيَنْظُرُ الله تعالى إلينا نظرةَ رضا، ويمُنُّ علينا بتوفيقِهِ ونصرِهِ وتمكينِهِ، فَيَتَحَقَّقُ الوعدُ، ونفوزُ ببشرى إقامةِ الخلافةِ الراشدةِ الثانية على منهاجِ النبوةِ، التي ستُعيد للمسلمينَ أَمنَهَم وأمانَهَم، هيبتَهُم وعزَّتَهم، ثُمَّ يتوالى بعدها تحققُ البشارات، وينالُ أصحابُها الشرفَ والكرامات، ورضوانٍ من الله أكبر.
اللَّهم إنَّا مؤمنونَ بوعدِكَ، مُصدِّقُونَ ببشاراتِ نبيكَ r، فاجعلْنَا أهلاً لتحقيقِهَا خالصةً لوجهِكَ الكريم، لا نبتغي من ذلك سوى رضاكَ، اللَّهم منا الدَّعاءُ، ومنك الإجابةُ، فأنت القائلُ وقولُكَ الحقُّ: [ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ].