الجمعة، 24 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مناقب ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه (ح22) عمر رضي الله عنه يصدر قانونا يحفظ للمرأة أهم حقوقها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مناقب ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه

 (ح22) عمر رضي الله عنه يصدر قانونا يحفظ للمرأة أهم حقوقها

 

 

 

الحَمْدُ للهِ مُنْزِلِ الكِتَابْ، وَمُجْرِي السَّحَابْ، وَهَازِمِ الأَحْزَابِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا محمد، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أُولِي الأَلْبَابْ، وَعَلَى وَزِيرَيهِ: أَبِي بَكْرِ الصِّدِّيقْ، مَنْ لِدَعْوَةِ الحَقِّ استَجَابْ، وَالفَارُوقِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابْ، الحَاكِمِ بِالعَدْلِ، وَالنَّاطِقِ بِالصَّوَابْ، ارزُقنَا الَّلهُمَّ خَلِيفَةً مِثْلَهُ، يَخَافُكَ وَيَتَّقِيكَ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَتَرْضَى عَنْهُ يَوْمَ يَقُومُ الحِسَابْ، وَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمرَتِهِمْ، بِرَحْمَتِكَ يَا كَرِيمُ يَا وَهَابْ... آمِينَ.

 

أيها المؤمنون:

 

 

أحبتنا الكرام:

 

السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وبركاتُه، وَبَعْد: نُواصِلُ مَعَكُمْ حَلْقَاتِ كِتَابِنَا:"مَنَاقِبُ ثَانِي الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ t ". وَمَعَ الحَلْقَةِ الثَّانِيَةِ والعِشْرِينَ، وَهِيَ بِعُنْوَانِ: "عُمَرَ t يُصْدِرُ قَانُونًا يَحْفَظُ لِلمَرْأَةِ أَهَمَّ حُقُوقِهَا". نَقُولُ وَبِاللهِ التَّوفِيقُ:

 

كَانَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ t يَخْرُجُ لَيْلاً فِي شَوَارِعِ المدِينَةِ، وَأَزِقَّةِ الحَوَارِي، لَا لِيَتَلَصَّصَ عَلَى رَعِيَّتِهِ، وَلَا لِيَتَجَسَّسَ عَلَيهَا، بَلْ لِيَتَحَسَّسَ حَاجَاتِهَا، وَيَتَفَقَّدَ أَحْوَالَهَا، وَيَعْرِفُ مَطَالِبَهَاK إِذْ بِأَعْرَابِيَّةٍ ذَاتَ مَسَاءٍ تُنَاجِي زَوْجَهَا الغَائِبَ وَتُنْشِدُ شِعْرًا فِي ذِكْرَاهُ:

 

أَلَا طَالَ هَذَا اللَّيلُ وَاسْوَدَّ جَانِبُهْ... وَأَرَّقَنِــــــي أَنْ لَا حَبِيــــــــبَ أُلَاعِبُــــــــهْ

 

فَوَ اللهِ لَــــولَا اللهُ لَا شَـــيْءَ غَيـْــــــــرُهُ... لَزُعْـــــزِعَ مِنْ هَــــذَا السَّرِيرِ جَوَانِبُــــهْ

 

مَخَافَـــــــةُ رَبِّـــــــــــي وَالحَيَـــــــاءُ يَكُفُّنِــــــــيْ... وَإِكْـــــرَامُ بَعْلِـــي أَنْ تُنَـــــــالَ مَرَاكِبُهْ

 

فَحَفِظَ المكَانَ، فَلَمَا أَصْبَحَ أَرْسَلَ إِلَى هَذِهِ المرأَةِ مَنْ يَسْأَلُهَا عَنْ حَالِهَا، وَقِيلَ: إِنَّهُ أَحْضَرَهَا عِنْدَهُ، ثُمَّ سَأَلَهَا: مَا بِكَ يَا أُخْتَاهُ؟ فَتَرُدُّ الأَعَرَابِيَّةُ: لَقَدْ ذَهَبَ زَوجِي إِلَى سَاحَاتِ القِتَالِ مُنذُ أَشْهُرٍ، وَإِنِّي أَشْتَاقُ إِلَيهِ، فَأَرْسَلَ إِلَيهَا عُمَرُ t امْرَأَةً تَسْكُنُ مَعَهَا حَتَّى يَأْتِي زَوجُهَا، ثُمَّ كَتَبَ طَالِبًا إِحْضَارَ الزَّوجَ حَتَّى جَاءَ إِلَيهِ. ثُمَّ دَخَلَ عَلَى ابنَتِهِ حَفْصَةَ رضي الله عنها، وَسَأَلَهَا: كَمْ تَصْبِرُ المرأَةُ عَن فِرَاقِ زَوجِهَا؟ وَتَسْتَحْيِي الابْنَةُ، وَتَخْفِضُ رَأْسَهَا؛ فَيُخَاطِبَهَا مُتَوَسِّلًا: (إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ)، وَلَولَا أَنَّهُ شَيءٌ أُرِيدُ أَنْ أَنْظُرَ بِهِ فِي أَمْرِ الرَّعِيَّةِ لَمَا سَأَلْتُكِ؛ فَتُجِيبُ الابْنَةُ: أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، فَأَصْدَرَ t أَمْراً بِأَلَّا يَتَأَخَّرَ غَازٍ عَنْ أَهْلِهِ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، وَطَبَّقَ ذَلِكَ عَلَى جَمِيعِ البُعُوثِ. وَقِيلَ: إِنَّ عُمَرَ t اسْتَدْعَى نِسَاءً فَسَأَلَهُنَّ عَنْ مِقْدَارِ مَا تَصْبِرُ المرأَةُ عَنْ فِرَاقِ زَوجِهَا؟ فَقُلْنَ: شَهْرَينِ، وَيَقِلُّ صَبْرُهَا فِي ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ، وَيَنْفَدُ صَبْرُهَا فِي أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، فَجَعَلَ عُمَرُ مُدَّةَ غَزْوِ الرَّجُلِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، فَإِذَا مَضَتْ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ اسْتَرَدَّ الغَازِينَ، وَوَجَّهَ بِقَومٍ آخَرِينَ! وَيُصْبِحُ هَذَا الأَمْرُ قَانُونًا يَحْفَظُ لِلْمَرأَةِ أَهَمَّ حُقُوقِهَا.

 

تَابَعَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ t مَسَارَ القَانُونِ الَّذِي لَمْ يَصُغْهُ الجِهَازُ التَّنفِيذِيُّ لِلدَّولَةِ، بَلْ صَاغَهُ المجْتَمَعُ:-الأَعْرَابِيَّةُ، وَزَوجُهَا الغَائِبُ فِي البُعُوثِ، وَحَفْصَةُ مَعَ بِقِيَّةِ النِّسَاءِ- وَاعْتَمَدَهُ الجِهَازُ التَّنفِيذِيُّ لِلدَّولَةِ؛ لِيُنَظَّمَ بِهِ المجتَمَعُ...وَهَكَذَا تَشَكَّلَ القَانُونُ الَّذِي يَحفَظُ لِلمَرأَةِ أَهَمَّ حُقُوقِهَا.

 

أيها المؤمنون:

 

 

نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة، مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِمًا، نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ، سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام، وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا، وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه، وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فِي القَريبِ العَاجِلِ، وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها، إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم، وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.

 

 

 

كتبها لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذ: محمد أحمد النادي

آخر تعديل علىالإثنين, 03 أيار/مايو 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع