الجمعة، 24 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مناقب ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه  (ح23) عمر رضي الله عنه يصدر قانونا يحمي الأطفال من الفطام المبكر

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مناقب ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه

 (ح23) عمر رضي الله عنه يصدر قانونا يحمي الأطفال من الفطام المبكر

 

 

 

الحَمْدُ للهِ مُنْزِلِ الكِتَابْ، وَمُجْرِي السَّحَابْ، وَهَازِمِ الأَحْزَابِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا محمد، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أُولِي الأَلْبَابْ، وَعَلَى وَزِيرَيهِ: أَبِي بَكْرِ الصِّدِّيقْ، مَنْ لِدَعْوَةِ الحَقِّ استَجَابْ، وَالفَارُوقِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابْ، الحَاكِمِ بِالعَدْلِ، وَالنَّاطِقِ بِالصَّوَابْ، ارزُقنَا الَّلهُمَّ خَلِيفَةً مِثْلَهُ، يَخَافُكَ وَيَتَّقِيكَ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَتَرْضَى عَنْهُ يَوْمَ يَقُومُ الحِسَابْ، وَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمرَتِهِمْ، بِرَحْمَتِكَ يَا كَرِيمُ يَا وَهَّابْ... آمِينَ.

 

أيها المؤمنون:

 

 

أحبتنا الكرام :

 

السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وبركاتُه، وَبَعْد: نُواصِلُ مَعَكُمْحَلْقَاتِ كِتَابِنَا:"مَنَاقِبُ ثَانِي الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ t ". وَمَعَ الحَلْقَةِ الثَّالِثَةِ والعِشْرِينَ،وَهِيَ بِعُنْوَانِ: "عُمَرَ t يُصْدِرُ قَانُونًا يَحْمِي الأَطْفَالَ مِنَ الفِطَامِ المبَكِّرِ". نَقُولُ وَبِاللهِ التَّوفِيقُ:

 

الفَارُوقُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ ذَاتُهُ t يُوَاصِلُ التَّجْوَالَ المسَائِيَّ مُتَفَقِّدًا، وَلَيسَ مُتَلَصِّصًا، وَإِذْ بِطِفْلٍ يُصْدِرُ أَنِينًا حَزِينًا، فَيَقْتَرِبُ t مِنَ الدَّارِ، وَيَنَادِي أُمَّ الطِّفْلِ وَيَقُولُ لَهَا: يَا أَمَةَ اللهِ، أَسْكِتِي طِفْلَكِ!! ثُمَّ يَمْضِي فِي طَرِيقِهِ، وَيَظَلُّ الطِّفْلُ يَبكي، وَيَعُودُ عُمَرُ t لِلْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ، وَيَنَادِي أُمَّ الطِّفْلِ، وَيَقُولُ لَهَا: أَسْكِتِي طِفْلَكِ!! ثُمَّ يَمْضِي فِي طَرِيقِهِ، وَيَعُودُ عُمَرُ t لِلْمِرَّةِ الثَّالِثةَ؛ فَيَسْمَعُ صَوْتَ بُكَاءِ الطِّفْلِ، فَيَقُولُ لأُمِّهِ مُعَنِّفًا إِيَّاهَا: إِنَّكِ لَأُمُّ سُوءٍ!! وَيَسْأَلُ عَنْ سَبَبِ بُكَائِهِ؛ فَتَرُدَّ: "إِنِّي أَفْطُمُهُ يَا أَمِيرَ المؤْمِنِينَ". حَدَثٌ طَبِيعِيٌّ أَنْ تَفْطِمَ أُمٌّ طِفْلَهَا؛ وَلِذَا يَصْرُخُ مِنَ شِدَّةِ الجُوعِ، وَلَكِنَّ أَمِيرَ المؤْمِنِينَ t لَا يَمْضِى إِلَى حَالِ سَبِيلِهِ؛ بَلْ يُحَاوِرَ أُمَّ الطِّفْلِ، وَيَكْتَشِفَ أَنَّ الأُمَّ فَطَمَتْ طِفْلَهَا قَبْلَ مَوعِدِ الفِطَامِ؛ لِحَاجَتِهَا لِمِائَةِ دِرْهَمٍ كَانَ يَصْرِفُهَا بَيتُ مَالِ المسْلِمِينَ لِكُلِّ طِفْلٍ بَعْدَ الفِطَامِ.

 

يَرجِعُ الفَارُوقُ إِلَى مَنْزِلِهِ، لَا لِيَنَامَ إِذْ أَنِينُ ذَاكَ الطِّفْلِ لَمْ يَبَارِحْ عَقْلَهُ، وَقَلبَهُ؛ فَيَبْكِي بُكَاءً شَدِيدًا، وَيَقُولُ مُخَاطِبًا نَفْسَهُ: كَمْ قَتَلْتَ مِنْ أَبْنَاءِ المسْلِمِينَ يَا بنَ الخَطَّابِ؟! وَمَاذَا سَتَقُولُ لِرَبِّكَ غَدًا حِينَ يَسْأَلُكَ عَنْهُمْ؟! فَيُصْدِرُ أَمْرًا بِصَرْفِ مِئَةِ دِرْهَمٍ لِكُلِّ طِفْلٍ مُنْذُ وِلَادَتِهِ، وَلَيسَ بَعْدَ فِطَامِه. وَيُصْبِحُ هَذَا الأَمْرُ قَانُونًا يَحْفَظُ حُقُوقَ الأَطْفَالَ، وَيَحْمِيهِمْ مِنْ مَخَاطِرِ الفِطَامِ المبَكِّرِ...

 

رَضِيَ اللهُ عَنِ الفَارُوقِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ؛ فقَدْ كَانَ مِثَالَ القَائِدِ الصَّالِحِ الحَرِيصِ عَلَى رَاحَةِ رَعِيَّتِهِ، يَرْعَاهَا رِعَايَةً يَرضَى عَنْهَا اللهُ تَعَالَى، وَرَسُولُهُ r، لَمْ يَتَّخِذْ لَهُ قَصْرًا فَخْمًا يَعْزِلُ فِيهِ نَفْسَهُ عَنِ الرَّعِيَّةِ، وَلَمْ يَتَخَيَّر لِنَفْسِهِ وَأُسْرَتِهِ مَا لَذَّ وَطَابَ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، وَلَمْ يَلْبَسْ أَفْخَرَ الثِّيَابِ، وَلَمْ يَفْرِشِ الفِرَاشَ الوَثِيرَ فِي بَيتِهِ، كَمَا يَفْعَلُ حُكَّامُ المسْلمِينَ اليَومَ، بَلْ كَانَ يَخرُجُ إِلَى شَوَارِع ِوَحَارَاتِ المدِينَةِ يَتَفَقَّدُ أَحْوَالَ النَّاسِ، يُحَاوِرُهُمْ، وَيُلَبِّي حَاجَاتِهِمْ، وَيَأْكُلُ أَخْشَنَ الطَّعَامِ، وَيَلْبَسُ ثَوبَهُ المرَقَّعَ، وَيَنَامُ عَلَى الحَصِيرِ الَّذِي يَتَقَلَّبُ عَلَيهِ فَتُعَلِّمُ أَعْوَادُهُ فِي جَنْبَيهِ!! وَيَقُولُ مُخَاطِبًا الدُّنيَا: يَا دُنْيَا، غُرِّي غَيرِي، غُرِّي غَيرِي، غُرِّي غَيرِي، إِنِّي طَلَّقْتُكِ ثَلاثًا!!  

 

وَلَوْ لَمْ يُحَاوِرِ الفَارُوقُ تِلْكَ المرْأَةَ لَمَا أَصْدَرَ قَانُونًا يَحْمِي حَقَّ الطِّفْلِ فِي الرَّضَاعَةِ الكَامِلَةِ، وَهَكَذَا تَشَكَّل قَانُونُ الطِّفْلِ الذي أَشَرْنَا إِلَيهِ. اللَّهُمَّ امْنُنْ عَلَينَا، وَعَلَى أُمَّةِ الإِسْلَامِ فِي الأَرْضِ قَاطِبَةً بِخَلِيفَةِ مِنْ مِثْلِ عُمَرَ t فِي تِقْوِاهُ، وَخًشْيَتِهِ للهِ، وَحِرْصِهِ عَلَى أَفْرَادِ رَعِيَّتِهِ: صَغِيرِهِمْ وَكَبِيرِهِمْ، غَنِيِّهِمْ وَفَقِيرِهِمْ، ذَكَرِهِمْ وَأُنثَاهُمْ!! 

 

أيها المؤمنون:

 

 

نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة، مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِمًا، نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ، سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام، وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا، وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه، وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فِي القَريبِ العَاجِلِ، وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها، إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم، وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.

 

 

 

كتبها لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذ: محمد أحمد النادي

آخر تعديل علىالأربعاء, 05 أيار/مايو 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع