- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الميزان
ميزان الفكر والنفس والسلوك
الحلقة الثامنة عشرة
المشاعر
وردت الكثير من الآيات التي تصف شعوراً أو أكثر من المشاعر المصاحبة للحاجات العضوية والدوافع الغريزية عند الإنسان، منها:
(أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة؟) الرضا – بقاء.
(ومنهم من يلمزك في الصدقات، فإن أعطوا منها رضوا، وإن لم يُعْطوا منها إذا هم يسخطون) الرضا الخاطئ والسخط الخاطئ.
(ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله..) الرضا الصحيح.
(يحلفون بالله لكم ليرضوكم، والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين)
(وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله) النقمة، غضب مع حقد – بقاء.
(فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ) الفرح، الكره – بقاء.
(رضوا بأن يكونوا مع الخوالف)
(ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ)
(إنكم رضيتم بالقعود أول مرة)
(تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حَزَناً ألا يجدوا ما ينفقون) حزن على عدم القدرة على الجهاد– تدين.
(إنه كان في أهله مسروراً) السرور.
أهل الجنة (لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) نفي الخوف والحزن عن أهل الجنة.
(يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين)
(وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) رضوان الله – تدين، خلود وفوز – بقاء.
(فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به..) الاستبشار بالفوز – بقاء
(وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته..) القنوط – بقاء.
(ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة..) الإيثار – بقاء.
هذا هو الإنسان بدوافعه من حاجات عضوية، وغرائز بمظاهرها، ومشاعرَ نفسية، ولا بد لتلك الدوافع والمشاعر أن تتعلق وترتبط بالمفاهيم، وهذه المفاهيم نوعان:
- إجمالي، يتعلق بربط الدوافع والمشاعر بالأفكار الصحيحة لتهذيبها وربطها بالعقلية لتكوين الشخصية المتميزة المبنية على العقيدة الإسلامية.
- تفصيلي، وهي أحكام شرعية تنظم إشباع الحاجات العضوية والغرائز، وهذه تتبع لمفاهيم السلوك، نفصّل فيها في بابها بإذن الله.
والنوع الأول من المفاهيم هو الذي يفرض صياغة الدوافع والمشاعر بالمفاهيم الشرعية العامة والإجمالية، فتصبح إثارة تلك الدوافع مرتبطةً بالمفهوم، فإن سمح لها المفهوم أن تثار في هذا الوقت أثيرت، وإن لم يسمح لم تُثَر، وكذلك تتحول المشاعر من مجرد مشاعر تثار تلقائياً وفطرياً تتحول إلى ميول مربوطة بالمفاهيم، فلا يثور الشعور عند صاحبه إلا موافقاً للمفهوم، وإن تَمَّ هذا تحول الشعور إلى ميل، وبربط هذه الدوافع والمشاعر بالمفاهيم المبنية على أساس واحد وقاعدة فكرية واحدة تنشأ النفسية، وإن اتحدت القاعدة أو القواعد التي تربط بها الدوافع والمشاعر مع القاعدة التي تربط بها العقلية، وجدت الشخصية المتميزة، فإن كانت القاعدة أو القواعد من عقيدة واحدة تميزت الشخصية بميزة تلك العقيدة، فنقول فلان ذو عقلية إسلامية إن جعل العقيدة الإسلامية أساساً لعقليته ونفسيته، وآخر ذو عقلية رأسمالية إن جعل المبدأ الرأسمالي أساساً لعقليته ونفسيته، وثالث ذو شخصية فوضوية إن اتخذ قواعد عديدة من عقائد مختلفة أساساً لعقليته ونفسيته.
والمفاهيم الإجمالية أو العامة تصوغ العقلية والنفسية معاً، وذلك كالإيمان بالله واليوم الآخر والقدر خيره وشره من الله تعالى، والتوكل على الله، والرزق، والأجل.. وسنفصل فيها لاحقاً إن شاء الله.
كتبها للإذاعة وأعدها: خليفة محمد- الأردن