- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الميزان
ميزان الفكر والنفس والسلوك
الحلقة التاسعة والعشرون
وأمرنا الله سبحانه وتعالى أن نسأله النصر، وندعوه أن يكون معنا وأن يمكّن لنا، هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، رفع يديه إلى السماء ودعا ودعا حتى سقط رداؤه عن كتفيه، وهكذا كان حال النبيين من قبله، (قال رب انصرني بما كذبون) المؤمنون – 26، 39. عن اثنين من رسل الله عليهم الصلاة والسلام،
ووردت عشرات الآيات التي تتضمن دعاء الأنبياء السابقين لله سبحانه بالنصر.
ونصر الله رسلَه والمؤمنينَ معهم سنة من سنن الله تعالى، وقصّ علينا سبحانه قصص الأنبياء السابقين، وبيّن لنا سبحانه كيف نصرهم، فنصر نوحاً عليه السلام بإهلاك الكافرين من قومه بالطوفان، ونصر إبراهيم عليه السلام بتنجيته من النار، ونصر موسى عليه السلام بإغراق عدوه فرعون وملئه في البحر، ونصر عيسى عليه السلام بالحواريين، ونصره برفعه إلى السماء وتنجيته من القتل.
وأخبر سبحانه أنه نصر رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم في الغار، فقال سبحانه: (إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) سورة التوبة.
ونصر الله سبحانه وتعالى رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم، والمؤمنين معه في غزوة تبوك دون قتال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نصرت بالرعب من مسيرة شهر).
والله تعالى ينصر من يشاء، فهو ينصر الفئة الضعيفة على الفئة القوية، وينصر الفئة القليلة على الفئة الكثيرة، فقال سبحانه في نصر الفئة الضعيفة: (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلّة) سورة آل عمران، وقال سبحانه في نصر الفئة القليلة على الكثيرة: (قد كان لكم آيةٌ في فئتين التقتا فئة تقاتلُ في سبيل الله وأخرى كافرةٌ يرونهم مثليهم رأي العين، والله يؤيد بنصره من يشاء، إن في ذلك لعبرةً لأولي الأبصار) سورة آل عمران، وقال سبحانه في قصة طالوت: (قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئةٍ قليلةٍ غلبت فئةً كثيرةً بإذن الله، والله مع الصابرين) سورة البقرة، و "كم" هنا تفيد التكثير.
وأخبر سبحانه أنه يعطي نصره لعباده بعد ابتلائهم بلاءً شديداً، فقال سبحانه: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولَـمّا يأتكم مثلُ الذين خلَوْا من قبلكم مسّتهم البأساءُ والضراءُ وزلزلوا حتى يقولَ الرسولُ والذين آمنوا معه متى نصر الله؟ ألا إن نصر الله قريب) سورة البقرة، وقال سبحانه: (حتى إذا استيأس الرسلُ وظنوا أنهم قد كُذِبوا جاءهم نصرُنا فنُجِّيَ من نشاءُ...) سورة يوسف، وقال سبحانه: (ولقد كُذِّبَتْ رسلٌ من قبلك فصبروا على ما كُذِّبوا وأُوذُوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين) سورة الأنعام- 34.
كتبها للإذاعة وأعدها: خليفة محمد- الأردن