من أرشيف إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رسائل إلى الخليفة في رمضان- 28

 

 

 

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته يا أمير المؤمنين، حفظك الله وسدد خطاك لما يحب ويرضى.

 

فإن العالم يا أمير المؤمنين قد كان قبلك كالغابة حقا وفعلا، كان القوي في كل بقاع الأرض يأكل الضعيف، فقد كان يتحكم في العالم أرذل الناس من لا يخشون إلا على مصالحهم وأموالهم، كان العالم قبلك يحرص فيه هؤلاء المجرمون على الوصول إلى غاياتهم المادية دون أي اعتبار للبشر والشجر والحجر، فكانوا يزيلون كل ما يقف في وجههم من عقبات، يقتلون البشر ويجرمون بحقهم، يسلطون الناس على بعضهم ويزرعون الفتنة بينهم، يقسمون فتات المال بين الناس كما يشاؤون حسب أهوائهم وما يخدم مصالحهم، كانت هذه القلة المجرمة تجري التجارب الطبية على الناس في مجالات عديدة، لقد كان هؤلاء العلمانيون الرأسماليون لا تحكمهم قيم ولا مبادئ ولا أخلاق، فلا شعار عندهم ولا مبدأ إلا مصلحتهم فقط، فاكتوى العالم يا أمير المؤمنين بالويلات تلو الويلات، وما كان هذا إلا لأن العالم كان يقوده هؤلاء المجرمون، فبالله عليك يا أمير المؤمنين أرجوك في هذه الرسالة أن تمسك بزمام الأمر في العالم كله، فتعمل على إعادة القيادة الواعية المؤمنة التي تنظر إلى الناس نظرة رعاية وإنقاذ من فتن الدنيا وعذاب الآخرة، فإن العالم كله يا أمير المؤمنين قد اكتوى بنار هؤلاء الظالمين، وآن الأوان لدولة رشيدة إنسانية تتجسد فيها أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم لأن تقود العالم نحو بر الأمان.

 

والسلام عليكم يا أمير المؤمنين وفي حفظ الله ورعايته، أدامك الله ذخرا للإسلام وعونا لنا ودرعا نتقي به ونحارب من ورائه.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. ماهر صالح رحمه الله