الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح34) خوض الصراع الفكري مع القوميين والوطنيين (ج3)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام

(ح34)

خوض الصراع الفكري مع القوميين والوطنيين (ج3)

 

 

الحَمْدُ للهِ ذِي الطَّولِ وَالإِنعَامْ, وَالفَضْلِ وَالإِكرَامْ, وَالرُّكْنِ الَّذِي لا يُضَامْ, وَالعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامْ, والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيرِ الأنَامِ, خَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامْ, وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَأتبَاعِهِ الكِرَامْ, الَّذِينَ طَبَّقُوا نِظَامَ الإِسلامْ, وَالتَزَمُوا بِأحْكَامِهِ أيَّمَا التِزَامْ, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ, وثَبِّتنَا إِلَى أنْ نَلقَاكَ يَومَ تَزِلُّ الأقدَامُ يَومَ الزِّحَامْ. 

 

أيها المؤمنون:

 

السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا "بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام" وَمَعَ الحَلْقَةِ الرَّابِعَةِ وَالثَّلاثِينَ, وَعُنوَانُهَا: "خَوضُ الصِّرَاعِ الفِكْرِيِّ مَعَ القَومِيِّينَ وَالوَطَنِيِّينَ". نَتَأمَّلُ فِيهَا مَا جَاءَ فِي الصَّفحَةِ الثَّانِيَةِ وَالعِشرِينَ مِنْ كِتَابِ "نظَامِ الإِسلامِ" لِلعَالِمِ وَالمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ.

 

يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ: "تَنْشَأُ بَينَ النَّاسِ كُلَّمَا انْحَطَّ الفِكرُ رابِطَةُ الوَطَنِ، وَذَلِكَ بِحُكْمِ عَيشِهِمْ فِي أرْضٍ وَاحِدَةٍ وَالتِصَاقِهِمْ بِهَا". وَيَقُولُ أيضًا: "وَحِينَ يَكُونُ الفِكْرُ ضَيِّقًا تَنْشَأُ بَينَ النَّاسِ رَابِطةٌ قَومِيَّةٌ، وَهِيَ الرَّابِطَةُ العَائليَّةُ وَلَكنْ بِشَكْلٍ أَوْسَعَ".

 

وَنَقُولُ رَاجِينَ مِنَ اللهِ عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَرِضْوَانَهُ وَجَنَّتَهُ: إِنَّنَا لا نُنكِرُ أنَّ كِتَابَ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ هَذَا لِلصَّفِّ (الثَّالِثِ الإِعدَادِيِّ) .. (التَّاسِعِ الأسَاسِيِّ) حَسَبَ المُسَمَّى الحَالِيِّ لِلصُّفُوفِ, يَحْوِي فِي طَيَّاتِهِ نُصُوصًا رائِعَةً وَنَافِعَةً وَمُفِيدَةً تُشَكِّلُ المَادَّةَ الدَّسِمَةَ فِي هَذَا الكِتَابِ, أذكُرُ مِنهَا نَمُوذَجَينِ اثنَينِ عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ: النَّمُوذَجُ الأوَّلُ: دَرْسٌ بِعُنوَانِ: "مِنْ أمْجَادِ القَضَاءِ الإِسلامِيِّ". وَالنَّمُوذَجُ الثَّانِي: دَرْسٌ بِعُنوَانِ: "الحُكْمُ فِي رَأيِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ".

 

هَذَانِ الدَّرسَانِ مِنْ أرْوَعِ وَأفْضَلِ وَأحْسَنِ مَا قَرَأتُ فِي حَيَاتِي بَعْدَ القُرآنِ الكَرِيمِ وَسُنَّةِ المُصطَفَى صلى الله عليه وسلم, وَلَكِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ, وَيَا لَلأسَفِ يَنطَوِي عَلَى دُرُوسٍ يَكْمُنُ فِيهَا السُّمُّ الزُّعَافُ, حَيثُ يُوجَدُ مَنْ يَدُسُّ السُّمَّ فِي الدَّسَمِ كَمَا يَقُولُونَ, وَلِكَي أُثبِتَ لَكُمْ صِدْقَ وَصِحَّةَ كَلامِي, سَأُرِيكُمْ صَفْحَاتٍ مُصَوَّرَةً مِنهُ؛ لِتَرَوا بِأُمِّ أعيُنِكُمْ, وَلِتَضَعُوا أصَابِعَكُمْ عَلَى هَذَا السُّمِّ الَّذِي يَسرِي فِي عُقُولِ وَأدمِغَةِ أبنَائِكُمْ.

 

44

 

هَيَّا بِنَا نُقَلِّبُ صَفْحَاتِ هَذَا الكِتَابِ فَنَفتَحَهُ عَلَى (الصَفحَةِ 34 - 36) لِنقرَأ فِيهَا قَصِيدَةً بِعُنوَانِ: "ذِكرَى حِطِّينَ" لشَاعِرٍ مِنَ العِرَاقِ وَهُوَ "عَبدُ المُحسِنِ الكَاظِمِيِّ". وَإِنَّكُمْ لَتَعلَمُونَ أنَّ صَلاحَ الدِّينِ الأيُّوبِيَّ هُوَ بَطَلُ مَعرَكَةِ حِطِّينَ الَّتِي انتَصَرَ فِيهَا عَلَى الصَّلِيبِيِّينَ, عِلْمًا بِأنَّهُ لَيسَ عَرَبِيًّا, بَلْ هُوَ كُردِيُّ الأصْلِ. وَلَكِنَّ الإِسلامَ لا يَلتَفِتُ إِلَى العَصَبِيَّةِ الجَاهِلِيَّةِ, وَلا إِلَى الرَّوَابِطِ القَومِيَّةِ وَالوَطَنِيَّةِ. يُخَاطِبُ الشَّاعِرُ فِي هَذِهِ القَصِيدَةِ صَلاحَ الدِّينِ قَائِلاً:

 

يَا مُجيرَ الشَّرقِ قُمْ وَانظُرْ إِلَى ... مُدُنِ الشَّرقِ وَأجـوَازِ الفَلا

أيُّهَا العُـرْبُ تَعَالَـوا نَلْتَـقِ ... فِي طَرِيقِ المَجْدِ حَتَّى نَصِلا

نَلتقي تَحْـتَ لِوَاءٍ وَاحِـدٍ ... سُجِّـلَ النَّصرُ لَهُ إِذْ سُجِّلا

 

الأسئلة:

 

1. يُنَادِي الشَّاعِرُ بِوَحْدَةِ العَرَبِ فَفِي أيِّ الأبيَاتِ؟ أوْضِحْ هَذَا.

2. مَا صِفَاتُ القَائِدِ الَّذِي يَرَي الشَّاعِرُ أنَّهُ هُوَ الَّذِي يَقُودُ العَرَبَ إِلَى الْمَجْدِ وَالْحُرِّيَّةِ؟

3. خَاطِبِ العَرَبَ حَاثًّا إِيَّاهُمْ عَلَى الاتِّحَادِ, وَمُستَخدِمًا مَا فِي القِطْعَةِ مِنَ المَعَانِي.

 

ألا تَرَونَ مَعِي تَعَمُّدَ إِقصَاءِ وَإِبعَادِ كَلِمَةِ (الإِسلامِ) و(المُسلِمِينَ) مِنَ النُّصُوصِ الأدَبِيَّةِ, بَلْ حَتَّى مِنَ الأسئِلَةِ, وَزَجِّ كَلِمَةِ (العَرَبِ) بَدَلاً مِنهَا, فَإِذَا التَمَسْنَا العْذُرَ لِلشَّاعِرِ فَقُلْنَا: "إِنَّ الضَّرُورَةَ الشِّعرِيَّةَ ألْجَأتهُ لِذَلِكَ", فَمَا عُذْرُ الأسَاتِذَةِ المُؤَلِّفِينَ؟؟ هَذِهِ وَاحِدَةٌ.

 

45

 

وَأمَّا الثَّانِيَةُ فَهِيَ كَبِيرَةُ الكَبَائِرِ الَّتِي؛ لأنَّ فِيهَا جَرِيمَتَينِ اثنتَينِ: جَرِيمَةَ افتِرَاءِ الكَذِبِ عَلَى اللهِ, وَجَرِيمَةَ الصَّدِّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ, أرَأيتُمْ جُرأةً أعْظَمَ مِنْ هَذِهِ الجرأة؟ وَظُلمًا أعْظَمَ مِنْ هَذَا الظُّلمِ؟ قَالَ تَعَالَى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَـٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (١٨) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ). (هود 18, 19) هَيَّا بِنَا نُقَلِّبُ صَفْحَاتِ هَذَا الكِتَابِ لِنَصِلَ إِلَى (الصَّفحَتَينِ 97, 98) فَمَاذَا نَرَى فِيهِمَا يَا تُرَى؟ هَا هُمَا مَعرُوضَتَانِ أمَامَكُمُ الآنَ, أرَأيتُمْ عُنوَانَ القَصِيدَةِ؟ إِنَّهَا بِعُنوَانِ: "الوَحْدَةُ العَرَبِيَّةُ" وَهِيَ لِلشَّاعِرِ مَحمُود حَسَن إِسمَاعِيلَ يَقُولُ فِي مَطْلَعِهَا مُخَاطِبًا إِيَّاهَا:

 

فِي طَرِيقِ الشَّمْسِ عُودِي وَأعِيدِي ... عِـزَّةَ الشَّرقِ عَلَى  وَجْهِ الوُجُودِ

وَازحَفِـي بِالنُّـورِ وَالنَّـارِ عَلَى ... حَشرَجَاتِ الذُّلِّ  فِي بَاقِي القُيُودِ

مِنْ قَدِيـمِ الدَّهـرِ حَيَّاكِ الإِلَـهْ ... وَبِصَـوتِ الوَحْيِ  نَادَتْكِ سَمَاهْ

 

يَا سُبحَانَ اللهِ!! أرَأيتُمْ هَذَا التَّوَافُقَ العَجِيبَ بَينَ هَذَا الشَّاعِرِ "مَحمُود حَسَن إِسمَاعِيلَ" وَالشَّاعِرِ الَّذِي سَبَقَهُ "عَبدُ المُحسِنِ الكَاظِمِيِّ". فِي تَنحِيَةِ وَإِبعَادِ كَلِمَةِ "المُسلِمِينَ وَإِطلاقِ كَلِمَةِ "الشَّرقِ" بَدلاً مِنْهَا. نَلتَمِسُ العُذْرَ لِلشَّاعِرَينِ وَنَقُولُ: إِنَّ الوَزْنَ الشِّعْرِيَّ اضطَّرَهُمْ لِذَلِكَ!! وَلَكِنْ مَا مُسَوِّغُ وَمُبَرِّرُ الكَذِبِ عَلَى اللهِ تَعَالَى وَعَلَى أمِينِ وَحْيِهِ جِبرِيلَ عَلَيهِ السَّلامُ؟؟

 

46

 

يَقُولُ الشَّاعِرُ مُخَاطِبًا الوَحْدَةَ العَرَبِيَّةَ: "مِنْ قَدِيمِ الدَّهْرِ حَيَّاكِ الإِلَهْ" فَمَتَى حَيَّا اللهُ تَعَالَى الوَحْدَةَ العَرَبِيَّةَ؟ وَفِي أيِّ كِتَابٍ سَمَاوِيٍّ كَانَ ذَلِكَ؟ وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فِي القُرآنِ فَفِي أيَّةِ سُورَةٍ مِنهُ؟ وَمَا رَقْمُ الآيَةِ الكَرِيمَةِ؟

 

وَيَأتِي الأسَاتِذَةُ المُؤلِّفُونَ لِيُوَافِقُوا, وَيُؤَيِّدُوا, وَيُصَدِّقُوا الشَّاعِرَ فِي كَذِبِهِ وَافتِرَائِهِ عَلَى اللهِ تَعَالَى وَعَلَى أمِينِ وَحْيِهِ جِبرِيلَ عَلِيهِ السَّلامُ, وَلِيَرتَكِبُوا هُمُ الآخَرُونَ جَرِيمَةً كُبرَى فِي حَقِّ كِتَابِ اللهِ "القرآن الكريم" وَفِي حَقِّ الأجيَالِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ عَلَى عِلْمٍ, ألا وَهِيَ جَرِيمَةُ تَحرِيفِ الكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ لِيَوافِقَ هَوَاهُمْ فِي إِخرَاجِ كِتَابِ يُوَافِقُ فَلسَفَةَ التَّربِيَةِ وَالتَّعلِيمِ لِيَحْظَى بِمُوَافَقَةِ المَسؤُولِينَ عَلَى تَقرِيرِ تَدرِيسِهِ فِي مَدَارِسِ وَزَارَةِ التَّربِيَةِ وَالتَّعلِيمِ, فَمَا لَمْ يَفعَلُوا ذَلِكَ لَنْ يَحصُلُوا عَلَى تِلْكَ المُوَافَقَةِ. فَمَا فَعَلُوا؟ تَعَالَوا وَانظُرُوا إِلَى هَذَينِ السُّؤَالَينِ في (الصفحة 98):

 

  1. قَدَّمَ العَرَبُ الكَثِيرَ مِنَ الضَّحَايَا فِي سَبِيلِ حَقِّهِمْ, وَسَالَتْ دِمَاؤُهُمُ الزَّكِيَّةَ. دُلَّ عَلَى هَذَا الْمَعنَى فِي الأبيَاتِ.
  2. قَالَ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ العَزِيزِ: ... (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا). بَيِّنْ كَيفَ يُسَاعِدُ اتِّحَادِ العَرَبِ عَلَى تَحرِيرِ مَا اغتُصِبَ مِنْ بِلادِهِمْ.

 

أرَأيتُمْ أيُّهَا المُؤمِنُونَ كَيفَ استُبدِلَتْ فِي السُّؤَالِ الأَوَّلِ كَلِمَةُ "العَرَبِ" بِكَلِمَةِ "المُسلِمِينَ" فَأثبِتَتِ الأُولَى, وَأُبعِدَتِ الثَّانِيَةُ؟ وَانظُرُوا إِلَى النُّقَاطِ الثَّلاثِ قبل الآية القُرآنِيَّةِ "وَهِيَ عَلامَةٌ مِنْ عَلامَاتِ التَّرقِيمِ يُؤتَى بِهَا لِتَدُلَّ عَلَى الحَذْفِ" فِي السُّؤَالِ الثَّانِي. وَإِنَّ وَضْعَ كَلِمَةِ "العرب" بَعْدَ الآيَةِ الكَرِيمَةِ يُوحِي لِلطَّالِبِ الدَّارِسِ أنَّ الخِطَابَ بِقَولِهِ تَعَالَى: (وَاعْتَصِمُوا) مُوَجَّهٌ لِلعَرَبِ. ألَيسَ هَذَا تَضلِيلاً وَخِدَاعًا لِعُقُولِ أبنَائِكُمْ يُمَارِسُهَ أولئك المُؤَلِّفُونَ وَالمُرَبُّونَ؟ تَعَالَوا نَكشِفُ لَكُمْ خِدَاعَهُمْ وَتَضلِيلَهُمْ بِذِكْرِ النَّصِّ المَحذُوفِ مِنَ الآيَةِ القُرآنِيَّةِ لِنَرَى إِلَى مَنْ يُوَجِّهُ اللهُ خِطَابَهُ فِي هَذِهِ الآيَةِ القُرآنِيَّةِ. هَلْ يُوَجِّهُهُ إِلَى العَرَبِ كَمَا يُحَاوِلُ المُؤَلِّفُونَ إِقنَاعَ عُقُولِ أبنَائِنَا بِهِ أمْ أنَّهُ مُوَجَّهٌ إِلَى الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ المُسلِمِينَ؟ إِلَيكُمْ أيُّهَا المُؤمِنُونَ نَصُّ هَذِهِ الآيَةِ وَالآيَةَ الَّتِي قَبلَهَا:

 

قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (١٠٢) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ). (آل عمران 102, 103) لَقَدْ بَدَأتِ الآيَةُ الأُولَى بِقَولِهِ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) وَانتَهَتْ بِقَولِهِ تَعَالَى: (وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ). أرَأيتُمْ كَيفَ يُحَرِّفُ هَؤُلاءِ المُؤلِّفُونَ الكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ؟ وَأنتُمْ تَعلَمُونَ مَنْ هُمْ أصْحَابُ هَذِهِ الصِّفَةِ!!    

 

أيها المؤمنون:

 

نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة, وَلِلحَدِيثِ عَنِ الصِّرَاعِ مَعَ القَومِيِّينَ بَقِيَّةٌ, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام, وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا, وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه, وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَىْ مِنْهَاْجِ النُّبُوَّةِ في القَريبِ العَاجِلِ, وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها, إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم عَلى حُسنِ استِمَاعِكُم, وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع