الأحد، 27 صَفر 1446هـ| 2024/09/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح90) السُّـنَّةُ

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام

(ح90) السُّـنَّةُ

 

 

 

الحَمْدُ للهِ ذِي الطَّولِ وَالإِنْعَامْ, وَالفَضْلِ وَالإِكرَامْ, وَالرُّكْنِ الَّذِي لا يُضَامْ, وَالعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامْ, والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيرِ الأنَامِ, خَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامْ, وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَأتبَاعِهِ الكِرَامْ, الَّذِينَ طَبَّقُوا نِظَامَ الإِسلامْ, وَالتَزَمُوا بِأحْكَامِهِ أيَّمَا التِزَامْ, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ, وثَبِّتنَا إِلَى أنْ نَلقَاكَ يَومَ تَزِلُّ الأقدَامُ يَومَ الزِّحَامْ. 

 

أيها المؤمنون:

 

السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا "بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام" وَمَعَ الحَلْقَةِ التِّسعِينَ, وَعُنوَانُهَا: "السُّـنَّة". نَتَأمَّلُ فِيهَا مَا جَاءَ فِي الصَّفحَةِ الثَّمَانِينَ مِنْ كِتَابِ "نظامُ الإسلام" لِلعَالِمِ وَالمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ.


يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ: "السُنَّةُ في اللُّغَةِ: الطَرِيقَةُ. وأَمَّا في الشَرْعِ فقدْ تُطْلَقُ عَلَى ما كَانَ نافِلَةً مَنْقُولَةً عَنِ النَبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وسَلَّمَ كَرَكَعَاتِ السُنَنِ، فَإِنَّهَا تُسَمَّى سُنَّةً، أَيْ مُقَابِلَ الفَرْضِ، ولَيْسَ مَعْنَى تَسْمِيَتِهَا سُنَّةً أَنَّهَا مِنَ النَبيِّ صلى الله عليه وسلم، والفَرْضَ مِنَ اللهِ، بَلْ السُنَّةُ والفَرْضُ مِنَ اللهِ، والرَسُولُ صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا هُوَ مُبَلِّغٌ عَنِ اللهِ، لأَنَّهُ لا يَنْطِقُ عَنِ الهُوَى، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى. فَهِيَ وإِنْ كَانَتْ سُنَّةً مَنْقُولَةً عَنِ النَبيِّ صلى الله عليه وسلم ولَكِنَّهَا مَنْقُولَةٌ نَافِلَةً، فَسُمِّيَتْ سُنَّةً، كَمَا أَنَّ الفَرْضَ مَنْقُولٌ فَرْضَاً فَسُمِّيَ فَرْضَاً، فَرَكْعَتَا فَرْضِ الفَجْرِ مَنْقُولَةٌ عَنِ النَبيِّ صلى الله عليه وسلم بطَرِيقِ التَوَاتُرِ فَرْضَاً، ورَكْعَتَا سُنَّةِ الفَجْرِ كذَلِكَ مَنْقُولَةٌ عَنِ النَبيِّ صلى الله عليه وسلم بطَرِيقِ التَوَاتُرِ نَفْلاً، وكِلْتَاهُمَا مِنَ اللهِ تَعَالى ولَيْسَتَا مِنْ شَخْصِ الرَسُولِ صلى الله عليه وسلم. فالأَمْرُ فَرْضٌ ونَافِلَةٌ في العِبَاداتِ، وفَرْضٌ ومَنْدُوبٌ ومباحٌ في غَيْرِهَا. فالنَافِلَةُ هِيَ المَنْدُوبِ نَفْسُهُ سُمِّيَتْ نافِلَةً وأُطْلِقَ عَلَيْهَا سُنَّةٌ. وكذَلِكَ تُطْلَقُ السُنَّةُ عَلَى مَا صَدَرَ عنِ الرَسُولِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الأَدِلَّةِ الشَرْعِيَّةِ مِمَّا لَيْسَ قُرْآناً. ويَدْخُلُ في ذَلِكَ أَقْوالُ النَبيِّ صلى الله عليه وسلم وأَفْعَالُهُ وتَقَارِيرُهُ - سُكُوتُهُ –".


وَنَقُولُ رَاجِينَ مِنَ اللهِ عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَرِضْوَانَهُ وَجَنَّتَهُ: بَعدَ أنْ بَيَّنَ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ النَّبهَانِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ - أنوَاعَ الأحكَامِ الشَّرعِيَّةِ, وَعَرَّفَ كُلَّ نَوعٍ مِنهَا تَعرِيفًا صَحِيحًا كَمَا عَرَّفَهُ عُلَمَاءُ أُصُولِ الفِقْهِ, انتَقَلَ إِلَى الحَدِيثِ عَنِ السُّنةِ؛ لِيُوَضِّحَ مَعَنَاهَا اللُّغَوِيَّ وَالشَّرعِيَّ, وَلِيُبطِلَ مَفهُومًا شَاعَ وَذَاعَ بَينَ النَّاسِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِمَوضُوعِ تَشرِيعِ السُّنةِ وَالفَرضِ, وَهُوَ أنَّ السُّنةَ مِنْ عِندِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم, وَالفَرضَ مِنْ عِندِ اللهِ جَلَّ فِي عُلاهُ. وَيُمكِنُ إِجْمَالُ الأفكَارِ الوَارِدَةِ فِي هَذِهِ الفَقْرَةِ بِالنُّقَاطِ الآتِيَةِ:

     

 maram90

 

1. السُنَّةُ في اللُّغَةِ: الطَرِيقَةُ.
2. السُنَّةُ في الشَرْعِ فقدْ تُطْلَقُ عَلَى ما كَانَ نافِلَةً مَنْقُولَةً عَنِ النَبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وسَلَّمَ كَرَكَعَاتِ السُنَنِ، فَإِنَّهَا تُسَمَّى سُنَّةً، أَيْ مُقَابِلَ الفَرْضِ.
3. لَيْسَ مَعْنَى تَسْمِيَتِهَا سُنَّةً أَنَّهَا مِنَ النَبيِّ صلى الله عليه وسلم، والفَرْضَ مِنَ اللهِ.
4. السُنَّةُ والفَرْضُ مِنَ اللهِ، والرَسُولُ صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا هُوَ مُبَلِّغٌ عَنِ اللهِ، لأَنَّهُ لا يَنْطِقُ عَنِ الهُوَى، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى. وَبَيَانُ ذَلِكَ كَالآتِي:


1) السُنَّةُ وإِنْ كَانَتْ سُنَّةً مَنْقُولَةً عَنِ النَبيِّ صلى الله عليه وسلم ولَكِنَّهَا مَنْقُولَةٌ نَافِلَةً، فَسُمِّيَتْ سُنَّةً.
2) الفَرْضَ مَنْقُولٌ فَرْضًا فَسُمِّيَ فَرْضًا.
3) رَكْعَتَا فَرْضِ الفَجْرِ مَنْقُولَةٌ عَنِ النَبيِّ صلى الله عليه وسلم بطَرِيقِ التَوَاتُرِ فَرْضًا.
4) رَكْعَتَا سُنَّةِ الفَجْرِ كذَلِكَ مَنْقُولَةٌ عَنِ النَبيِّ صلى الله عليه وسلم بطَرِيقِ التَوَاتُرِ نَفْلاً.
5) كِلْتَا الرَّكعَتَينِ: فَرضٌ الفَجْرِ, وَسُنَّةُ الفَجْرِ مِنَ اللهِ تَعَالى ولَيْسَتَا مِنْ شَخْصِ الرَسُولِ صلى الله عليه وسلم.


5. الأَمْرُ فَرْضٌ ونَافِلَةٌ في العِبَاداتِ.
6. الأَمْرُ فَرْضٌ ومَنْدُوبٌ ومباحٌ في غَيْرِ العِبَادَاتِ.
7. النَافِلَةُ هِيَ المَنْدُوبِ نَفْسُهُ, سُمِّيَتْ نافِلَةً وأُطْلِقَ عَلَيْهَا سُنَّةٌ.
8. تُطْلَقُ السُنَّةُ عَلَى مَا صَدَرَ عنِ الرَسُولِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الأَدِلَّةِ الشَرْعِيَّةِ مِمَّا لَيْسَ قُرْآنًا.
9. يَدْخُلُ في ذَلِكَ أَقْوالُ النَبيِّ صلى الله عليه وسلم وأَفْعَالُهُ وتَقَارِيرُهُ أي سُكُوتُهُ.

 

أيها المؤمنون:

 

نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة, وَلِلحَدِيثِ بَقِيَّةٌ, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام, وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا, وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه, وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَىْ مِنْهَاْجِ النُّبُوَّةِ في القَريبِ العَاجِلِ, وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها, إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم, وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.

 

آخر تعديل علىالأحد, 28 آب/أغسطس 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع