الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح169) تتولى إدارة الأمن الداخلي المراقبة والتجسس على من يترددون من الرعية على المسئولين الكفار

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام

 (ح169)  تتولى إدارة الأمن الداخلي المراقبة

والتجسس على من يترددون من الرعية على المسئولين الكفار

 

 

 

الحَمْدُ للهِ ذِي الطَّولِ وَالإِنْعَامْ, وَالفَضْلِ وَالإِكرَامْ, وَالرُّكْنِ الَّذِي لا يُضَامْ, وَالعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامْ, والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيرِ الأنَامِ, خَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامْ, وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَأتبَاعِهِ الكِرَامْ, الَّذِينَ طَبَّقُوا نِظَامَ الإِسلامْ, وَالتَزَمُوا بِأحْكَامِهِ أيَّمَا التِزَامْ, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ, وثَبِّتنَا إِلَى أنْ نَلقَاكَ يَومَ تَزِلُّ الأقدَامُ يَومَ الزِّحَامْ. 

 

أيها المؤمنون:

 

 

السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا: "بُلُوغُ المَرَامِ مِنْ كِتَابِ نِظَامِ الِإسْلَامِ"وَمَعَ الحَلْقَةِ التَّاسِعَةِ وَالسِّتِينَ بَعدَ المِائَةِ, وَعُنوَانُهَا:"تَتَوَلَّى إِدَارَةُ الأَمْنِ الدَّاخِلِيِّ الـمُرَاقَبَةَ وَالتَّجَسُّسَ عَلَى مَنْ يَتَرَدَّدُونَ من الرعية عَلَى الـمَسئُولِينَ الكُفَّارِ". نَتَأمَّلُ فِيهَا مَا جَاءَ فِي الصَّفحَةِ التَّاسِعَةِ بَعْدَ الـمِائَةِ مِنْ كِتَابِ "نظامُ الإسلام" لِلعَالِمِ والـمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ. يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ:

 

المادة 72: أَبْرَزُ مَا يُهَدِّدُ الأَمْنَ الدَّاخِلِيَّ الَّذِي تَتَوَلَّى دَائِرَةُ الأَمْنِ الدَّاخِلِيِّ مُعَالَجَتَهُ هُوَ: الرِّدَّةُ، البَغْيُ وَالحِرَابَةُ، الاعتِدَاءُ عَلَى أَمْوالِ النَّاسِ، التَّعَدِّي عَلَى أَنْفُسِ النَّاسِ وَأَعرَاضِهِمْ، التَّعَامُلُ مَعَ أَهْلِ الرِّيَبِ الَّذِينَ يَتَجَسَّسُونَ لِلكُفَّارِ الـمُحَارِبِينَ.

 

وَنَقُولُ رَاجِينَ مِنَ اللهِ عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَرِضْوَانَهُ وَجَنَّتَهُ: يَا أُمَّةَ الإِيمَانْ, يَا أُمَّةَ القُرآنْ, يَا أُمَّةَ الإِسلَامْ, يَا أُمَّةَ التَّوحِيدْ, يَا مَنْ آمَنتُمْ بِاللهِ رَبًّا, وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيًّا وَرَسُولًا, وَبِالقُرآنِ الكَرِيمِ مِنهَاجًا وَدُستُورًا, وَبِالإسلَامِ عَقِيدَةً وَنِظَامًا لِلْحَياَة,ِ أَيُّهَا الـمُسلِمُون فِي كُلِّ مَكَانْ, فَوقَ كُلِّ أَرضٍ, وَتَحتَ كُلِّ سَمَاءْ, يَا خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَتْ لِلنَّاسِ, أَيُّهَا الـمُؤمِنُونَ الغَيُورُونَ عَلَى دِينِكُمْ وَأُمَّتِكُمْ. أعَدَّ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ النَّبهَانِيُّ هُوَ وَإِخوَانُهُ العُلَمَاءُ فِي حِزْبِ التَّحرِيرِ دُستُورَ الدَوْلَةِ الإِسْلامِيَّةِ, وَهَا هُوَ يُوَاصِلُ عَرْضَهُ عَلَيكُمْ حَتَّى تدرُسُوهُ وَأنتمْ تَعْمَلُونَ مَعَنَا لإِقَامَتِهَا,وَهَذِهِ هِيَ التَتِمَّةُ الثَّانِيَةُ وَالأَخِيرَةُ للـمَادَّةِ الثَّانِيَةِ وَالسَّبعِينَ.وَإِلَيكُمْ بَيَانَ أَدِلَّةِ هَذِهِ الـمَادَّةِ مِنْ كِتَابِ مَقَدِّمَةِ الدُّستُورِ:

 

تَتَوَلَّى دَائِرَةُ الأَمْنِ الدَّاخِلِيُّ الـمُرَاقَبَةَ وَالتَّجَسُّسَ عَلَى مَنْ يَتَردَّدُونَ مِنَ الرَّعِيَّةِ عَلَى الـمَسئُولِينَ الكُفَّارَ الـمُحَارِبِينَ حُكْمًا, أَو مُمَثِّلِيهِمْ فِي بِلَادِنَا، كَمَا أَنَّ دَائِرَةَ الحَربِيَّةِ تَتَوَلَّى ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَتَرَدَّدُونَ مِنَ الرَّعِيَّةِ عَلَى الـمَسئُولِينَ الكُفَّارَ الـمُحَارِبِينَ حُكْمًا, أَو مُمَثِّلِيهِمْ فِي بِلَادِهِمْ، وَلَكِنْ بِشَرطَينِ:

 

الأول: أَنْ يَظْهَرَ، نَتِيجَةَ مُرَاقَبَةِ دَائِرَةِ الحَربِيَّةِ وَدَائِرَةِ الأَمْنِ الدَّاخِلِيِّ لِلمَسئُولِينَ الكُفَّارَ الـمُحَارِبِينَ حُكْمًا أَوْ مُمَثِّلِيهِمْ، أَنَّ تَرَدُّدَ الرَّعَايَا عَلَى هَؤُلَاءِ الكُفَّارِ، سَوَاءٌ أَكَانَ فِي الخَارِجِ أَمْ فِي الدَّاخِلِ، أَمْرٌ غَيرُ عَادِيٍّ وَلَافِتٌ لِلنَّظَرِ.

 

والثاني: أَنْ يُعـَرضَ مَا يَظـْهَـُر لِلدَّائِرَتَينِ الـمَذكُورَتَينِ عَلَى قَاضِي الحِسْـبَةِ، وَيَـرَى قَاضِي الحِسْـبَةِ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ فِي هَـذَا التَّرَدُّدِ ضَرَرًا مُتَوَقَّعًا عَلَى الإِسلَامِ وَالـمُسلِمِينَ.

 

فَإِنْ كَانَ الأَمْرُ كَذَلِكَ جَازَ لِدَائِرَةِ الأَمْنِ الدَّاخِلِيِّ التَّجَسُّسُ عَلَى ذَلِكَ الصِّنْفِ مِنَ الرَّعِيَّةِ الَّذِي يَتَرَدَّدُ عَلَى الـمَسئُولِينَ الكُفَّارِ الـمُحَارِبِينَ حُكْمًا وَمُمَثِّلِيهِمْ فِي بِلَادِنَا، وَجَازَ لِدَائِرَةِ الحَربِيَّةِ التَّجَسُّسُ عَلَى أَفرَادِ الرَّعِيَّةِ الَّذِينَ يَتَرَدَّدُونَ عَلَى الـمَسئُولِينَ الكُفَّارَ الـمُحَارِبِينَ حُكْمًا وَمُمَثِّلِيهِمْ فِي بِلَادِهِمْ. وَالأَدِلَّةُ الـمُتَعَلِّقَةُ بِكُلِّ مَا سَبَقَ هِيَ مَا يَأْتِي:

 

1- إِنَّ التَّجَسُّسَ عَلَى الـمُسلِمِينَ حَرَامٌ بِنَصِّ الآيَة: (وَلَا تَجَسَّسُوا). (الحُجُرَاتِ 12) وَهَذَا نَهْيٌ عَامٌّ عَنِ الجَاسُوسِيَّةِ، فَيَبقَى عَلَى عُمُومِهِ مَا لَـمْ يَرِدْ دَلِيلُ التَّخْصِيصِ. وَيُؤَكِّدُ هَذَا الحَدِيثُ الَّذِي أَخرَجَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ بِسَنَدِهِ عَنِ الـمِقْدَادِ وَأَبِي أُمَامَةَ قَالَا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ: «إِنَّ الأَمِيرَ إِذَا ابْتَغَى الرِّيبَةَ فِي النَّاسِ أَفْسَدَهُمْ». وَلِذَلِكَ فَالتَّجَسُّسُ عَلَى الـمُسلِمِ حَرَامٌ، وَالحُكْمُ نَفسُهُ يَنطَبِقُ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ مِنْ رَعَايَا الدَّولَةِ. فَيَحْرُمُ التَّجَسُّسُ عَلَى الرَّعِيَّةِ، مُسلِمِينَ كَانُوا أَمْ غَيرَ مُسلِمِينَ.

 

2- التَّجَسُّسُ عَلَى الكُفَّارِ الحَربِيِّينَ فِعْلًا، كَمَنْ نَحنُ وَهُمْ فِي قِتَالٍ، وَعَلَى الكُفَّارِ الـمُحَارِبِينَ حُكْمًا كَالَّذِينَ يَدخُلُونَ بِلَادَنَا مُعَاهِدِينَ وَمُستَأْمِنِينَ كَالسُّفـَرَاءِ وَنَحْـوِهِـمْ، أَوْ الكُفَّارِ الـمُحَارِبِينَ حُكْمًا فِي بِلَادِهِمْ، فَالتَّجَسُّسُ عَلَى هَؤُلَاءِ جَـائِـٌز, بَلْ هُوَ وَاجبٌ عَلَى الـمُحَارِبِينَ فِعْلًا، وَعَلَى الـمُحَارِبِينَ حُكْمًا فِي حَالَةِ الضَّرَرِ.

 

وَالأَدِلَّةُ وَاضِحَةٌ فِي سِيرَةِ رَسُولِ اللهِ r ، وَمِنهَا:جَاءَ فِي سِيرَةِ ابْنِ هِشَامٍ عَنْ سَرِيَّةِ عَبدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ، حَيثُ كَتَبَ الرَّسُولُ r كِتَابًا، وَأَمَرَهُ أَنْ لَا يَنْظُرَ فِيهِ حَتَّى يَسِيرَ يَومَينِ، فَلَمَّا سَارَ عَبدُ اللهِ بْنُ جَحْشٍ يَومَينِ، فَتَحَ كِتَابَ رَسُولِ اللهِ r  فَنَظَرَ فِيهِ، فَإِذَا فِيهِ: «إِذَا نَظَرْتَ فِي كِتَابِي هَذَا، فَامْضِ حَتَّى تَنْزِلَ نَخْلَةً بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ، فَتَرَصَّدْ بِهَا قُرَيْشاً، وَتَعَلَّمْ لَنَا مِنْ أَخْبَارِهِمْ».

 

وَجَاءَ فِي سِيرَةِ ابْنِ هِشَامٍ فِي أَحْدَاثِ غَزْوَةِ بَدْرٍ: قَالَ ابْنُ إِسحَقَ: «رَكِبَ رَسُولُ اللهِ r هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ t حَتَّى وَقَفَ عَلَى شَيْخٍ مِنَ العَرَبِ، فَسَأَلَهُ عَنْ قُرَيْشٍ وَعَنْ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ وَمَا بَلَغَهُ عَنْهُمْ، فَقَالَ الشَّـيْخُ: لاَ أُخْبِرُكُمَا حَتَّى تُخْبِرَانِي مِمَّنْ أَنْتُمَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r : إِذَا أَخْـبَرْتَنَا أَخْبَرْنَاكَ. قَالَ: أَذَاكَ بِذَاكْ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ الشَّيْخُ: ... وَبَلَغَنِي أَنَّ قُرَيْشاً خَرَجُوا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كَانَ الَّذِي أَخْـبَرَنِي صَدَقَنِي، فَهُمُ الْيَوْمَ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا لِلْمَكَانِ الَّذِي فِيهِ قُرَيْشٌ، فَلَمَّا فَرِغَ مِنْ خَبَرِهِ قَالَ: مِمَّنْ أَنْـتُمَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r نَحْنُ مِنْ مَاءٍ، ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ، قَالَ يَقُولُ الشَّـيْخُ: مِنْ مَاءٍ، أَمْ مِنْ مَاءِ العِرَاقِ؟ثُمَّ رَجَعَ رَسُولُ اللهِ r إِلَى أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا أَمْسَى بَعَثَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَالزُّبَيْرَ بْنَ العَوَّامِ وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ، إِلَى مَاءِ بَدْرٍ يَلْتَمِسُونَ الْخَبَرَ عَلَيْهِ، أَيْ عُـيُوناً عَلَى قُرَيْشٍ».

 

maran169

 

وَكَذَلِكَ أَورَدَ ابْنُ إِسحَقَ فِيمَا نَقَلَهُ ابْنُ هِشَامٍ تَحْتَ عُنْوَانِ: بِسْبِس بْنِ عُمْرٍو وَعَدِيِّ بْنِ أَبِي الزَّغبَاءِ يَتَجَسَّـسَانِ الأَخْبَارَ، حَتَّى قَالَ: وَسَمِعَ عَدِيُّ وَبِسْبِسُ ذَلِكَ"أَيْ مَا قَالَتِ الجَارِيَتَانِ عَلَى الـمَاءِ مِنْ أَخْبَارِ قُرَيشٍ". فَجَلَسَا عَلَى بَعِيرَيهِمَا، ثُمَّ انطَلَقَا حَتَّى أَتَيَا رَسُولَ اللهِ r فَأَخْبَرَاهُ بِمَا سَمِعَا.

 

وَهَذِهِ الأَدِلَّةُ وَإِنْ كَانَتْ تُجَاهَ قُرَيشٍ، وَهِيَ كَانَتْ مُحَارِبَةً فِعْلًا، إِلَّا أَنَّ الحُكْمَ كَذَلِكَ يَنطَبِقُ عَلَى الـمُحَارِبِينَ حُكْمًا لِتَوَقُّعِ الحَرْبِ مَعَهُمْ. إِنَّمَا الفَرقُ فَقَط هُوَ مِنْ حَيثُ كَونُهُ وَاجبًا فِي حَالَةِ الـمُحَارِبِينَ فِعْلًا؛ لِأَنَّ السِّيَاسَةَ الحَربِيَّةَ لِهَزِيـمَةِ العَدُوِّ تَقْتَضِي ذَلِكَ، وَهُوَ جَائِزٌ تُجَاهَ الـمُحَارِبِينَ حُكْمًا لِتَوَقُّعِ الحَرْبِ مَعَهُمْ. فَإِنْ كَانَ يُخشَى الضَّرَرُ، أَيْ يُتَوَقَّعُ مُسَاعَدَتَهُمْ أَوِ انضِمَامَهُمْ لِلمُحَارِبِينَ فِعْلًا، فَقَدْ أَصْبَحَ وَاجبًا عَلَى الدَّولَةِ كَذَلِكَ.

 

وَهَكَذَا فَإِنَّ التَّجَسُّـسَ عَلَى الكُفَّارِ الـمُحَارِبِينَ، جَائِزٌ لِلمُسلِمِينَ، وَوَاجبٌ عَلَى الدَّولَةِ تُوفِيرُهُ، بِدَلِيلِ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ r بِالقِيَامِ بِهِ كَمَا سَبَقَ مِنْ أَدِلَّةٍ. وَهُوَ كَذَلِكَ وَاقِعٌ تَحْتَ (مَا لَا يَتِمُّ الوَاجبُ إِلَّا بِهِ فَهُوَ وَاجبٌ). فَإِذَا تَرَدَّدَ أَفْرَادُ الرَّعِيَّةِ، سَوَاءٌ أَكُانُوا مُسلِمِينَ أَمْ ذِمِّيِّينَ، عَلَى الكُفَّارِ الـمُحَارِبِينَ، فِعْلًا أَو حُكْمًا، فِي بِلَادِنَا أَو فِي بِلَادِهِمْ، فَهَؤُلَاءِ أَهْلُ رِيبَةٍ يَجُوزُ التَّجَسُّسُ عَلَيهِمْ, وَتَتَبُّعُ أَخبَارِهِمْ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ يَتَرَدَّدُونَ عَلَى مَنْ يَجُوزُ التَّجَسُّسُ عَلَيهِمْ، وَلِأَنَّهُ يُخشَى مِنْهُمْ ضَرَرٌ عَلَى الدَّولَةِ إِنْ تَجَسَّسُوا لِلكُفَّارِ.

 

وَلَكِنْ حَتَّى يَجُوزَ التَّجَسُّسُ عَلَى أَفْرَادِ الرَّعِيَّةِ هَؤُلَاءِ يَجِبُ تَحَقُّقُ الشَّـرطَـينِ اللَّذَيـنِ ذَكَرْنَاهُمَا، فَإِنْ لَـمْ يَتَحَقَّقِ الشَّرطَانِ فَإِنَّهُ يَحرُمُ التَّجَسُّسُ عَلَى الرَّعِيَّةِ سَوَاءٌ أَكَانُوا مُسلِمِينَ أَمْ أَهْلَ ذِمَّةٍ لِلنُصُوصِ الصَّرِيحَةِ الوَارِدَةِ فِي ذَلِكَ وَالـمَذكُورَةِ آنِفًا.وَتَتَوَلَّى دَائِرَةُ الحَربِيَّةِ التَّجَسُّسَ عَلَى الرَّعِيَّةِ الَّذِينَ يَتَردَّدُونَ عَلَى الـمُحَارِبِينَ فِعْلًا، وَكَذَلِكَ عَلَى الرَّعِيَّةِ الَّذِينَ يَتَرَدَّدُونَ فِي بِلَادِ الكُفَّارِ عَلَى الـمَسئُولِينَ الكُفَّارِ الـمُحَارِبِينَ حُكْمًا وَمُمَثِّلِيهِمْ. كَمَا أَنَّ دَائِرَةَ الأَمْنِ الدَّاخِلِيِّ تَتَوَلَّى التَّجَسُّسَ عَلَى أَفرَادِ الرَّعِيَّةِ الَّذِينَ يَتَرَدَّدُونَ عَلَى الـمَسئُولِينَ الكُفَّارِ الـمُحَارِبِينَ حُكْمًا وَعَلَى مُمَثِّلِيهِمْ فِي بِلَادِنَا.

 

أيها المؤمنون:

 

 

نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة, وَلِلحَدِيثِ بَقِيَّةٌ, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام, وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا, وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه, وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَىْ مِنْهَاْجِ النُّبُوَّةِ في القَريبِ العَاجِلِ, وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها, إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم, وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.

آخر تعديل علىالثلاثاء, 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع