السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح186) الخليفة هو المتصرف بواردات بيت المال ونفقاته

بسم الله الرحمن الرحيم

بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام

(ح186) الخليفة هو المتصرف بواردات بيت المال ونفقاته

 

 

الحَمْدُ للهِ ذِي الطَّولِ وَالإِنْعَامْ, وَالفَضْلِ وَالإِكرَامْ, وَالرُّكْنِ الَّذِي لا يُضَامْ, وَالعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامْ, والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيرِ الأنَامِ, خَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامْ, وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَأتبَاعِهِ الكِرَامْ, الَّذِينَ طَبَّقُوا نِظَامَ الإِسلامْ, وَالتَزَمُوا بِأحْكَامِهِ أيَّمَا التِزَامْ, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ, وثَبِّتنَا إِلَى أنْ نَلقَاكَ يَومَ تَزِلُّ الأقدَامُ يَومَ الزِّحَامْ. 

 

أيها المؤمنون:

 

السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا: "بُلُوغُ المَرَامِ مِنْ كِتَابِ نِظَامِ الِإسْلَامِ"وَمَعَ الحَلْقَةِ السَّادِسَةِ وَالثَّمَانِينَ بَعدَ المِائَةِ, وَعُنوَانُهَا: "الخَلِيفَةُ هُوَ الـمُتَصَرِّفُ بِوَارِدَاتِ بَيتِ الـمَالِ وَنَفَقَاتِهِ". نَتَأمَّلُ فِيهَا مَا جَاءَ فِي الصَّفحَةِ السَّادِسَةَ عَشْرَةَ بَعْدَ الـمِائَةِ مِنْ كِتَابِ "نظامُ الإسلام" لِلعَالِمِ والـمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ. يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ:

 

المادة 102:بَيْتُ الـمَالِ دَائِرَةٌ تَتَوَلَّى الوَارِدَاتِ وَالنَّفَقَاتِ وَفْقَ الأَحْكَامِ الشَّـرعِيَّةِ مِنْ حَيثُ جَمْعُهَا وَحِفْظُهَا وَإِنفَاقُهَا. وَيُسَمَّى رَئِيسُ دَائِرَةِ بَيْتِ الـمَالِ (خَازِنُ بَيْتِ الـمَالِ)، وَيَتْبَعُ هَذِهِ الدَّائِرَةَ إِدَارَاتٌ فِي الوِلَايَاتِ, وَيُسَمَّى رَئِيسُ كُلِّ إِدَارَةٍ (صَاحِبُ بَيْتِ الـمَالِ).

 

وَنَقُولُ رَاجِينَ مِنَ اللهِ عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَرِضْوَانَهُ وَجَنَّتَهُ: يَا أُمَّةَ الإِيمَانْ, يَا أُمَّةَ القُرآنْ, يَا أُمَّةَ الإِسلَامْ, يَا أُمَّةَ التَّوحِيدْ, يَا مَنْ آمَنتُمْ بِاللهِ رَبًّا, وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيًّا وَرَسُولًا, وَبِالقُرآنِ الكَرِيمِ مِنهَاجًا وَدُستُورًا, وَبِالإسلَامِ عَقِيدَةً وَنِظَامًا لِلْحَياَة,ِ أَيُّهَا الـمُسلِمُون فِي كُلِّ مَكَانْ, فَوقَ كُلِّ أَرضٍ, وَتَحتَ كُلِّ سَمَاءْ, يَا خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَتْ لِلنَّاسِ, أَيُّهَا الـمُؤمِنُونَ الغَيُورُونَ عَلَى دِينِكُمْ وَأُمَّتِكُمْ. أعَدَّ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ النَّبهَانِيُّ هُوَ وَإِخوَانُهُ العُلَمَاءُ فِي حِزْبِ التَّحرِيرِ دُستُورَ الدَوْلَةِ الإِسْلامِيَّةِ, وَهَا هُوَ يُوَاصِلُ عَرْضَهُ عَلَيكُمْ حَتَّى تدرُسُوهُ وَأنتمْ تَعْمَلُونَ مَعَنَا لإِقَامَتِهَا,وَهَذِهِ هِيَ التَّتِمَّةُ الأُولَى للـمَادَّةِ الثَّانِيَةِ بَعْدَ الـمِائَةِ.وَإِلَيكُمْ بَيَانَ أَدِلَّةِ هَذِهِ الـمَادَّةِ مِنْ كِتَابِ مَقَدِّمَةِ الدُّستُورِ:

 

وَالـمُتَصَرِّفُ بِوَارِدَاتِ بَيتِ الـمَالِ وَنَفَقَاتِهِ هُوَ الخَلِيفَةُ. فَقَدْ قَبَضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَبَرُّعَ عُثْمَانَ لِجَيشِ العُسْرَةِ فِي حِجْرِهِ، رَوَى أَحْمَدُ وَالتِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَالحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ عَنْ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْن سَمُرَةَ قَالَ: (جَاءَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِأَلْفِ دِينَارٍ فِي ثَوْبِهِ حِينَ جَهَّزَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَيْشَ الْعُسْرَةِ قَالَ فَصَـبَّهَا فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُقَلِّـبُهَا بِيَدِهِ وَيَقُولُ: «مَا ضَرَّ ابْنَ عَفَّانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ» يُرَدِّدُهَا مِرَارًا). وَكَانَ أَحْيَانًا يَتَوَلَّى القِسْمَةَ بِنَفْسِهِ، فَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ عِندَالبُخَارِيِّ «أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَقَالَ: انْثُرُوهُ فِي الْمَسْجِدِ ... فَلَمَّا قَضَى الصَّلاةَ جَاءَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ، فَمَا كَانَ يَرَى أَحَدًا إِلاَّ أَعْطَاهُ ... فَمَا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَثَمَّ مِنْهَا دِرْهَمٌ». وَكَذَلِكَ تَوَلَّى أَبُو بَكْرٍ قِسْمَةَ مَالِ البَحْرَينِ بِنَفْسِهِ، رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ قَدْ جَاءَنِي مَالُ الْبَحْرَيْنِ، لَقَدْ أَعْطَيـْتُكَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا»، فَلَمْ يَجِئْ حَـتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا جَاءَ مَالُ الْبَحْرَيْنِ أَمَرَ أَبُو بَكْرٍ مُنَادِيًا فَنَادَى: مَنْ كَانَ لَهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَيْنٌ أَوْ عِدَةٌ فَلْيَأْتِنَا، فَأَتَيْـتُهُ فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لِي كَذَا وَكَذَا، فَحَثَا لِي ثَلاَثاً ...). وَفِي حَدِيثِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ الـمَارِّ فِي العَيبَةِ الَّتِي التَقَطَهَا وَعَرَّفَهَا: «فَقَبَضَهَا عُمَرُ فَجَعَلَهَا فِي بَيتِ الـمَالِ». والعَيْبَةُ -كَمَا قُلْنَا سَابِقًا وَكَمَا فِي مُعْجَمِ الـمَعَانِي الجَامِعِ- وِعَاءٌ مِنْ خُوصٍ وَنَحوِهِ يُنْقَلُ فِيهِ الزَّرعُ الـمَحْصُودُ إِلَى الجَرِينِ.

 

وَرَوَى الشَّافِعِيُّ فِي الأُمِّ قَالَ: «أَخْبَرَنَا غَيرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، أَنَّهُ لَـمَّا قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ بِمَا أُصِيبَ بِالعِرَاقِ قَالَ لَهُ(صَاحِبُ بَيتِ الـمَالِ) أَنَا أُدْخِلُهُ بَيتَ الـمَالِ. قَالَ: لَا وَرَبِّ الكَعْبَةِ لَا يُؤْوَى تَحْتَ سَقْفِ بَيتٍ حَتَّى أُقَسِّمَهُ، فَأَمَرَ بِهِ فَوُضِعَ فِي الـمَسْجِدِ، وَوُضِعَتْ عَلَيهِ الأَنْطَاعُ، وَحَرَسَهُ رِجَالٌ مِنَ الـمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، وَ(الأَنْطَاعُ) مُفْرَدُهَا (نَطْعٌ) وَهُوَبِسَاطٌ مِنْ جِلْدٍ يُفْرَشُ تَحْتَ الـمَحْكُومِ عَلَيهِ بِالقَتْلِ.فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا مَعَهُ العَبَّاسُ بْنُ عَبدِ الـمُطَّلِبِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوفٍ، آخِذًا بِيَدِ أَحَدِهِمَا، أَوْ أَحَدُهُمَا آخِذٌ بِيَدِهِ، فَلَمَّا رَأَوْهُ كَشَفُوا الأَنْطَاعَ عَنِ الأَمْوَالِ. فَرَأَى مَنْظَرًا لَمْ يُرَ مِثْلُهُ، رَأَى الذَّهَبَ فِيهِ وَاليَاقُوتَ وَالزَّبَرْجَدَ وَاللُّؤْلُؤَ يَتَلَأْلَأُ فَبَكَى. فَقَالَ لَهُ أَحَدُهُمَا: إِنَّهُ وَاللهِ مَا هُوَ بِيَومِ بُكَاءٍ، وَلَكِنَّهُ يَومُ شُـكْـٍر وَسُرُورِ. فَقَالَ: إِنِّي وَاللهِ مَا ذَهَبْتُ حَيثُ ذَهَبْتَ، وَلَكِنَّهُ مَا كَثُرَ هَذَا فِي قَـومٍ قَـطُّ إِلَّا وَقَعَ بَأْسُهُمْ بَينَهُمْ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى القِبْلَةِ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى السَّـمَاءِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَكُونَ مُسْتَدْرَجًا، فَإِنِّي أَسْمَعُكَ تَقُولُ: (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيثُ لَا يَعْلَمُونَ). (الأَعْرَافُ) ثُمَّ قَالَ: أَينَ سُرَاقَةُ بْنُ جُعْشُمَ؟ فَأُتِيَ بِهِ أَشْعَرَ الذِّرَاعَينِ دَقِيقَهُمَا، فَأَعْطَاهُ سِوَارِيْ كِسْرَى، فَقَالَ: البِسْهُمَا، فَفَعَلَ. فَقَالَ: قُلِ اللهُ أَكْبَرُ. قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ. قُلِ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي سَلَبَهُمَا كِسْرَى بْنَ هُرْمُزَ وَأَلبَسَهُمَا سُرَاقَةَ بْنَ جُعْشَمَ أَعْرَابِيًّا مِنْ بَنِي مُدْلِجَ. وَجَعَلَ يُقَلِّبُ ذَلِكَ بِعَصًا فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي أَدَّى هَذَا لَأَمِينٌ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَنَا أُخْبِرُكَ، أَنْتَ أَمِينُ اللهِ، وَهُمْ يُؤَدُّونَ إِلَيكَ مَا أَدَّيتَ إِلَى اللهِ، فَإِذَا رَتَعْتَ رَتَعُوا. قَالَ: صَدَقْتَ، ثُمَّ فَرَّقَهُ».

 

وَقَدْ مَرَّ حَدِيثُ عَبدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو عِندَ الدَّارِمِيِّ «مَاتَ مَولَى عَلَى عَهْدِ عُثْمَانَ لَيسَ لَهُ وَالٍ، فَأَمَرَ بِمَالِهِ فَأُدْخِلَ بَيتَ الـمَالِ»، وَحَدِيثُ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ فِي الاسْتِذْكَارِ «أَنَّ عَلِيًّا كَانَ يُقَسِّمُ الأَمْوَالَحَتَّى يُفَرِّغَ بَيتَ الـمَالِ، فَيُرَشُّ لَهُ، فَيَجْلِسُ فِيهِ».وَأَحْيَانًا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوَلِّي أَحَدَ أَصْحَابِهِ القِسْمَةَ، أَوْ يَسْتَعُمِلُهُ عَلَى بَعْضِ شُؤُونِ الـمَالِ، فَفِي حَدِيثِ عُقْبَةَ عِندَ البُخَارِيِّ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «ذَكَرْتُ شَـيْئًا مِنْ تِـبْرٍ عِنْدَنَا، فَكَرِهْتُ أَنْ يَحْبِسَنِي، فَأَمَرْتُ بِقِسْمَتِهِ».

 

وَفِي حَدِيثِ ابْنِ شِهَابٍ عِندَ ابْنِ شَبَّةَ بِإِسْنَادٍ حَسَّنَهُ الحَافِظُ بْنُ حَجَرٍ العَسْقَلَانِيُّ وَالـمُنْذِرِيُّ وَالهَيثَمِيُّ: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ خِزَانَةَ بِلاَلٍ الَّتِي يَضَعُ فِيهَا الصَّدَقَاتِ، فَوَجَدَ فِيهَا صُبْرَةً مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا التَّمْرُ يَا بِلاَلُ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخَذْتُهَا لِنَوَائِبِكَ. قَالَ: أَفَأَمِنْتَ أَنْ تُصْبِحَ وَلَهَا فِي جَهَنَّمَ بُخَارٌ؟ أَنْفِقْ وَلاَ تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إَقْلاَلًا أَوْ إِقْتَارًا» وفي هذا الحديث أيضًا: «إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رضي الله عنه كَانَ يَلِي صَدَقَاتِ الإِبِلِ وَالْغَنَمِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ بِلاَلٌ رضي الله عنه يَلِي صَدَقَاتِ الثِّمَارِ، وَكَانَ مَحْمِيَّةُ بْنُ جُزْءٍ يَلِي الخُمْسَ». وَقَالَ خَلِيفَةُ: «وَعَلَى نَفَقَاتِهِ بِلَالٌ».

 

وَرَوَى ابْنُ حِبَّانَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ لَـحْيٍ الهَوزَنِيِّ قَالَ: «لَقِيتُ بِلاَلًا مُؤَذِّنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا بِلالُ، كَيْفَ كَانَتْ نَفَقَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: مَا كَانَ لَهُ مِنْ شَيْءٍ، وَكُنْتُ أَنَا الَّذِي أَلِي ذَلِكَ مُنْذُ بَعَثَهُ اللَّهُ حَـتَّى تُوُفِّيَ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ إِذَا أَتَاهُ الإِنْسَانُ الْمُسْلِمُ فَرَآهُ عَارِيًا يَأْمُرُنِي فَأَنْطَلِقُ فَأَسْـتَقْرِضُ فَأَشْـتَرِي الْبُرْدَةَ أَوْ النَمِرَةَ فَأَكْسُوهُ وَأُطْعِمُهُ ...».

 

وَرَوَى مُسْلِمُ عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَولَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْـتَسْلَفَ مِنْ رَجُلٍ بَكْرًا، فَقَدِمَتْ عَلَيْهِ إِبِلٌ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ، فَأَمَرَ أَبَا رَافِعٍ أَنْ يَقْضِيَ الرَّجُلَ بَكْرَهُ، فَرَجَعَ إِلَيْهِ أَبُو رَافِعٍ فَقَالَ: لَمْ أَجِدْ فِيهَا إِلاَّ خِيَارًا رَبَاعِيًا، فَقَالَ: أَعْطِهِ إِيَّاهُ، إِنَّ خِيَارَ النَّاسِ أَحْسَـنُهُمْ قَضَاءً». قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: البَكْرُ مِنَ الإِبِلِ الفَتِيُّ، وَالخِيَارُ الـمُخْتَارُ الجَيِّدُ. قَالَ صَاحِبُ العَينِ: نَاقَةٌ خِيَارٌ، وَجَمَلٌ خِيَارٌ، وَالجَمْعُ خِيَارٌ أَيْضًا، وَيُقَالُ: أَرْبَعَ الفَرَسُ، وَأَرْبَعَ الجَمَلُ، إِذَا أَلْقَى رَبَاعِيَّتَهُ، فَهُوَ رَبَاعٌ، وَالأُنْثَى رَبَاعِيَّةٌ .

 

وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ الـمُتَّفَقِ عَلَيهِ «قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ: ... فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَـتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ، فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْـلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْـنَهُ وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ». وَعِنْدَ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ «بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عُمَرَ عَلَى الصَّدَقَةِ».

 

815

 

أيها المؤمنون:

 

نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة, وَلِلحَدِيثِ بَقِيَّةٌ, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام, وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا, وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه, وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَىْ مِنْهَاْجِ النُّبُوَّةِ في القَريبِ العَاجِلِ, وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها, إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم عَلى حُسنِ استِمَاعِكُم, وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع