الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول (ح 1) بين يدي الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول

(ح 1)

بين يدي الكتاب

 

 

 

 

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، سيدا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، واجعلنا معهم، واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين.       

 

أيها المؤمنون:

 

 

السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، وبعد: فإن كتاب الشخصية الإسلامية بأجزائه الثلاثة يعد بحرًا من بحور العلم، ومن الكتب القيمة، والنفيسة، عظيمة النفع، وكثيرة الفائدة، ومن كتب الثقافة الإسلامية المركزة التي تزخر بالعلوم الإسلامية، فمن علوم القرآن، إلى علوم الحديث، إلى علوم اللغة، إلى علوم الفقه وأصوله وغيرها من العلوم مثل: السياسة، والحكم، والاقتصاد.

 

فرحم الله الشيخ تقي الدين النبهاني رحمة واسعة، وجزاه خير الجزاء على هذه الثروة الفكرية الهائلة، وهذا العلم النافع، جعله الله ثقيلا في ميزان حسناته، وفي صحائف أعماله، ونفع به أمة الإسلام، ورفع به درجاته في جنات الفردوس الأعلى مع النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقا!! ولم يقف الأمر عند حد إصدار هذا الكتاب فحسب، بل أصدر معه مجموعة من الكتب تشكل في مجموعها فهم رسالة الإسلام، ودين الإسلام، فهما صحيحًا كاملا وراقيًا، يجعل المسلم حامل هذا الفكر يفاخر به الدنيا ويتحدى به العالم بأسره، وليس هذا فحسب، بل أنشأ كتلة وحزبا يتبنى هذا الفكر القيم، والبَنّاء، والصالح وحده للتطبيق في الحياة!! وقد اعترف بقوة ذلك الفكرِ العدوُّ قبل الصديق، حدَّث بعض الشباب أن الشيخ تقي الدين النبهاني - رحمه الله - كان قد التقى وهو في العراق بالإمام الخميني، وذلك قبل مجيئه لاستلام الحكم في إيران. فعرض الشيخ تقي على الخميني مشروع دولة الخلافة الحضاري الذي يتبناه، وأهداه مجموعة من كتب الدعوة. عندئذ صرح الخميني قائلًا: "من أراد أن يفهم الإسلام فهمًا صحيحًا راقيًا وكاملًا؛ فعليه بكتب الشيخ تقي الدين النبهاني!!".

 

وبينما كان رجال المخابرات في الأردن يفتشون بيت أحد الشباب بحثا عن الكتب، والمجلات، والمنشورات الصادرة عن الحزب، طلب الضابط من أحد عناصره أن يصعد إلى سدة فوق الحمام؛ كي يفتشها قالت زوجة الشاب مستهزئة: لعلك تجد أسلحة، وقنابل، ومتفجرات!! فقال الضابط: لو وجدنا أسلحة لكان الأمر أهون علينا؛ لأننا عندئذ نستطيع أن نأتي بأسلحة أقوى منها، لكن هذا فكر أيتها الحاجَّة؛ فمن أين لنا نأتي بفكر أقوى منه؟؟!!  

 

وفي اليمن عندما ذهب أحد شيوخ القبائل إلى مسئول الأمن السياسي معترضا ومستفسرا عن سبب اعتقال أحد شبابنا الذين أرسلهم أمير الحزب لتأسيس نواة لحاملي الدعوة هناك، قال له المسئول: هذا الرجل يحمل فكرًا أخطر علينا من صاروخ سكود!! قال الشيخ: أي فكر هذا؟ فأجابه: إنه فكر إعادة دولة الخلافة الإسلامية مرة ثانية إلى الوجود!!  

 

لقد شرفني الله، وأكرمني في أوائل ثمانينات القرن الماضي بالانضمام إلى حزب التحرير العظيم، وهو حزب سياسي مبدؤه الإسلام، حزب فكري كلي شعوري، حزب إنشائي ارتقائي، عشت ذلك واقعَا حيَا. فقد أشرفت على تدريس كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول، وهو ما يزال في طبعته القديمة التي طبعت أيام الأمير المؤسس: الشيخ تقي الدين النبهاني - رحمه الله - حيث كانت هذه الطبعة مليئة بالأخطاء المطبعية، حتى الآيات القرآنية لم تسلم منها، والأحاديث النبوية لم تكن مخرجة، ولم تكن للكتاب آية افتتاح. وقد كتبت للحزب عدة صفحات ذكرت فيها تلك الأخطاء للعمل على تصحيحها في الطبعات القادمة. وفعلًا في عهد الأمير الباني الشيخ عبد القديم زلوم - رحمه الله - تمت إعادة طباعة معظم الكتب بعد تدقيقها وتصحيح الأخطاء الواردة فيها وتخريج أحاديثها وذكر مواقع وأرقام الآيات في سور القرآن الكريم، وتم اختيار آية لافتتاح الكتاب، والحمد لله على ذلك حمدا كثيرًا. والله تعالى نسأل، ونضرع إليه سبحانه وتعالى أن يكرم أميرنا القائم بأمر الله، والمطبق لشرع الله، الشيخ عطاء بن خليل أبو الرشتة - حفظه الله، وأعزه، ونصره - بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة إنه ولي ذلك والقادر عليه!! 

 

كتابي هذا: "وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول" كان عبارة عن رؤوس أقلام، وعناوين جزئية، ومحاور لموضوعات قمت بتحضيرها كي أناقشها مع طلبة العلم، ثم توسعت بها فأصبحت على النحو الذي هي عليه الآن، آملا من الله تعالى القبول، ومستمدًا منه العون والتأييد، إنه سبحانه خير مأمول، وأكرم مسئول، ولله الحمد في الأولى والآخرة، (وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين).

 

 

 

أخوكم الأستاذ محمد أحمد النادي

آخر تعديل علىالخميس, 23 آذار/مارس 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع