مختصر السيرة النبوية العطرة

ح1

النسب الطاهر

 

 

  بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين. أما بعد: فإن الله عز وجل لما أراد أن يخلق سيدنا محمد ﷺ وهو أول الخلق نورًا وآخر الأنبياء وخاتمهم، جعله الله من أطهر الأنساب وأشرفها، عَنْ ‏‏وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ‏ ‏يَقُولُ: ‏سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «‏إِنَّ اللَّهَ ‏اصْطَفَى ‏كِنَانَةَ‏ ‏مِنْ وَلَدِ ‏إِسْمَعِيلَ،‏ ‏وَاصْطَفَى ‏قُرَيْشًا‏ ‏مِنْ ‏كِنَانَةَ،‏ ‏وَاصْطَفَى مِنْ‏ ‏قُرَيْشٍ ‏بَنِي هَاشِمٍ، ‏وَاصْطَفَانِي مِنْ ‏ ‏بَنِي هَاشِمٍ»؛ فنبينا محمَّد ﷺ هو خِيَارٌ مِنْ خِيَارٍ، مِنْ خِيَار!!

 

وفي هذه الحلقة سنتعرف إلى نسب النبي محمَّدِ ﷺ وأجداده، ونبدأ من جده عبد المطلب واسمه {شيبة الحمد}، كان هاشم (والد عبد المطلب) زعيم رحلتي الشتاء والصيف، فكانوا في الصيف يسافرون إلى بلاد الشام للتجارة وفي الشتاء يسافرون إلى اليمن.. فخرج هاشم إلى بلاد الشام فلما قدم يثرب (وهي المدينة المنورة الآن) تزوج (سلمى بنت عمرو) من بني النجار، وأقام عندها أيامًا، ثم خرج إلى الشام، وهي عند أهلها قد حملت بعبد المطلب فمات هاشم بمدينة غزة من فلسطين، ودُفن فيها فسميت {غزة هاشم}. وأصبح عبد المطلب يتيم الأب، وتربى عند أخواله، وسموه {شيبة الحمد} لشيبةٍ كانت في رأسه.

 

ثم جاء من مكة عمه {المطلب} فقال لأمه: إن ابن أخي شيبة يجب عليه أن يلحق بقريش؛ فإنهم أهله وقومه، ونحن أهل شرف في قومنا.. فخرج المطلب، ومعه ابن أخيه شيبة إلى مكة، فلما وصل، ودخلها مع هذا الغلام الصغير.. قالت قريش: المطلب أحضر معه عبدًا من العبيد فأصبحوا يقولون: {عبد للمطلب}. قال لهم المطلب: "لا، لا.. إنه شيبة ابن أخي" فمشى الاسم عليه من أول دخوله مكة، وصاروا يسمونه عبد المطلب، فاسمه الحقيقي {شيبة الحمد} أما (عبد المطلب) فهو لقبه. ‏

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي