مختصر السيرة النبوية العطرة

ح2

حفر بئر زمزم

أصبح شيبة الحمد، المعروف بلقب {عبد المطلب} رجلًا كبيرًا، وأصبح سيد قريش وكان له الشرف الكبير بين العرب وخاصةً عندما حفر بئر زمزم. بئر زمزم كان مطمورًا بالتُراب منذ زمنٍ بعيد، وكانت قريش تسمع عنهُ في القصص القديمة، إلى أن رأى عبد المطلب جدّ النبي ﷺ رؤيا في منامهِ، تكررت معه أكثر من مرة، وهي أن شخصًا يأمره بحفر بئر زمزم عند الكعبة، ويحدد له مكان الحفر، فغدا عبد المطلب بمعوله، ومعه ابنه الحارث، ليس له يومئذ ولد غيره، فحفر فيها، فلما كبّر عرفت قريش أنه أدرك الماء، فأتوه فقالوا: يا عبد المطلب! إنها بئر أبينا إسماعيل، وإن لنا فيها حقًا، فأشركنا معك فيها. فقال: هذا أمر خصصت به دونكم.. ثم قرروا أن يتحاكموا إلى كاهنة بني سعد، وكانت بمشارف الشام، فخرج عبد المطلب، ومعه عشرون رجلًا من بني عبد مناف (قبيلته)، وخرجت قريش بعشرين رجلًا من قبائلها.. وفي الطريق نفد منهم الماء، وكادوا أن يهلكوا جميعًا إلى أن انفجر الماء من تحت خف راحلة عبد المطلب (ناقته التي يركبها في السفر)، فكبّروا، وشربوا جميعًا، واستقوا، وعرفوا فضل عبد المطلب فقالوا له: الذي سقاك هذا الماء بهذه الفلاة هو الذي سقاك زمزم، فو الله لا نخاصمك فيها أبدًا.

فرجع، ورجعوا معه، ولم يصلوا إلى الكاهنة، وحينئذ نذر عبد المطلب لئن آتاه الله عشرة أبناء، وبلغوا مبلغ الرجال، ليذبحنّ أحدهم عند الكعبة. فمضت الأيام ورزقه الله عز وجل بالأولاد حتى صار عددهم عشرة، وأصبحوا رجالًا وعصبةً، وأصبح عبد المطلب مُطالبًا بأن يوفي نذره، وهو أن يذبح أحد أولاده العشرة عند باب الكعبة. تابعونا لتروا ماذا سيحدث.

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي