- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح4
فداء عبد الله والدِ النبي ﷺ
وضع عبد المطلب ابنه عبد الله أمام الكعبة واستعدَّ لذبحه وكان سادات قريش حول الكعبة، فاقترحوا له حلًّا. قال لهم: وما الحل؟ فصاح أحدهم: فلنحتكم إلى الكهان، نسألهم لعلنا نجد لك مخرجًا.. فسكت عبد المطلب، ونزلت عليه السكينة. فركبوا جميعًا وانطلقوا، فلما دخلوا على العرافة قص عليها عبد المطلب خبره وخبر ابنه عبد الله. فقالت العرافة: كم دِيَة الرجل عندكم إذا قتل؟ أي عندما يقتل رجل منكم رجلًا، كم تدفعون ديته مقابل أن يرضى أهله؟ قالوا: نعطيهم عشرة من الإبل قالت: إذًا قدّموا عشرة من الإبل، واطرحوا القِداح، أي اكتبوا اسم عبد الله على القِدْح الأول، وعشرة من الإبل على القِدْح الثاني، واعملوا قرعة بين عبد الله والعشرة من الإبل... فإن خرج قِدْح العشرة من الإبل... فقد رضي ربكم بالفداء، وإن خرج قدح عبد الله... يجب عليكم أن تزيدوا الإبل عشرة، وتعيدوا القرعة. طبعًا كان هذا كله في الجاهلية قبل الإسلام قال عبد المطلب: وإن خرج عليه مرة أخرى ماذا نفعل؟؟ قالت: تزيدوا عشرة، ثم عشرة حتى تخرج على الإبل فيرضى ربكم ويُفدى هذا الغلام.
وكان يقال للنبي ﷺ بأنه ابن الذبيحين. والذبيحان هما أبوه الأول وهو عبد الله... وأبوه الثاني وهو إسماعيل عليه السلام، لما رأى إبراهيم خليل الله عليه السلام، رؤيا تأمره بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام. فطرحوا القِدْح فخرج السهم على عبد الله!! فأضافوا عشرة، فخرج السهم على عبد الله!! فأضافوا عشرة فخرج السهم على عبد الله!! فما زالوا يزيدون عشرة فوق عشرة حتى بلغت الإبل مئة على التمام، عشر عشرات؛ فخرج السهم على الإبل، صرخت قريش بصوت عالٍ، قد رضي ربك يا عبد المطلب، وكان فداء عبد الله مائة من الإبل.. نحروا الإبل، وجعلها عبد المطلب طعامًا للناس، والسباع، والوحوش في الجبال لا يمنع عنها أحد... وفرحت قريش بفداء عبد الله فرحًا ما بعده فرح.. ثم أخذ عبد المطلب بيد ابنه عبد الله وسار به باتجاه الكعبة.
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ محمد النادي