- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح5
زواج عبد الله من آمنة بنت وهب
لما فرحت قريش بفداء عبد الله، أخذ عبد المطلب بيد ابنه عبد الله، وسار به إلى الكعبة، والناس ينظرون، وطاف به بالبيت سبعًا، وجاءت قريش تهنئ عبد المطلب بنجاة ولده. عبد المطلب ما زال يتذكر كلام ذلك الحبر اليهودي في اليمن عندما كان في رحلة الشتاء فنزل عند حبر من اليهود، فلما نظر لجسده وتفحصه قال له: "أشهد أنك تحمل بين يديك ملكاً ونبوة.. وقال: إذا رجعت تزوج من بني زهرة، يا عبد المطلب سيخرج من ذريتك رجل ذو أمر عظيم، يجمع بين الملك والنبوة، وسيكون فخرًا لقبيلتين من العرب هما بنو هاشم.. وبنو زُهرة. فلما رجع تزوج من (هالة بنت وهب) من بني زهرة وبقي هذا الكلام في ذهن عبد المطلب، فقرر أن يزوج عبد الله أيضًا من بني زهرة، فزوجه (آمنة بنت وهب)، أملًا بكلام ذلك الحبر اليهودي.
فعلمت قريش أن عبد المطلب قرر أن يزوّج ابنه عبد الله من بني زهرة، وانتشر الخبر في مكة، حتى أن فتيات مكة مرضن ولزمن الفراش، عندما سمعن هذا الخبر تأسفًا وحسرة، فكل فتاة كانت تتمنى أن تكون زوجة لهذا الرجل المبارك. فذهب عبد المطلب إلى سيد بني زهرة، أبي آمنة بنت وهب، أم الحبيب المصطفى ﷺ. وخطب عبد المطلب آمنة لابنه عبد الله، وكان عمر عبد الله والدِ النبي ﷺ آنذاك ثمانية عشر عامًا، وعمر آمنة والدة النبي ﷺ أربعة عشر عاماً ويقال: ستة عشر عامًا، وفي يوم الخطبة نفسه تزوجها عبد الله، ودخل بها؛ فحملت آمنة بسيد ولد آدم، حملت بالنور المهدي للعالمين، حملت بخير خلق الله أجمعين، نبينا محمد ﷺ.
وبدأ الكون كله يجهز نفسه لاستقبال من خُلق لأجله... فهذه الطيور، والجبال حتى الشجر، والحيتان تستعد لولادة النور المـحمدي... ونحن يا جدنا ويا شفيعنا تدق قلوبنا شوقًا؛ لنكمل التأسي بسيرتك، ونهتدي بخطواتك.
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ محمد النادي