- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح11
مقولة عبد المطلب: للبيت رب يحميه
ذهب عبد المطلب لمقابلة أبرهة، فاستأذن بالدخول عليه قال أبرهة: من هذا الذي يطلب الدخول؟؟ قالوا له: "هذا عبد المطلب شيخ مكة، هو الذي يطعم الناس، والطير، والسباع من كرمه وجوده، ويؤمّن الحجيج، ويسقي الماء!!" فأعجب أبرهة بخصال عبد المطلب، فلما دخل عبد المطلب، وكان عبد المطلب رجلًا طويلًا، وعظيمًا، له هيبة وجمال، فلما رآه أبرهة وثب واقفـًا، ورحب به، وكان من عادة أبرهة أن يجلس على سرير ملكه، والناس تجلس تحته، فأراد أن يُجلس عبد المطلب بجانبه لشدة هيبته، ولكن كره أن تراهُ حاشيته، وهو يجلسه بجانبه، فنزل أبرهة عن سريره، وجلس على البساط وأجلسه معه إلى جانبه، ثم قال أبرهة لترجمانه: قل له: ما حاجتك؟ فقال: حاجتي أن يرد عليَّ الملك مائتي بعير أصابها لي، فلما قال: له ذلك، قال: أبرهة لترجمانه قل له: قد كنت أعجبتني حين رأيتك، ثم قد زهدت فيك حين كلمتني، أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك، وتترك بيتًا هو دينك، ودين آبائك قد جئتُ لهدمه، ولا تكلمني فيه؟؟!!
قال له عبد المطلب: إني أنا رب الإبل - أي صاحبها - وإن للبيت ربًا سيحميه". قال أبرهة: ما كان ليمتنع مني - أي لا يستطيع رب البيت أن يقف بوجهي - قال عبد المطلب له: "أنت وذاك" - بمعنى أنت حر؛ فافعل ما بدا لك - فأعاد أبرهة له الإبل، وأخذ يضحك ويقول: "للبيت رب يحميه، للبيت رب يحميه!!".
رجع عبد المطلب لمكة، واجتمع بقومه، قالت قريش: "ما الحيلة يا شيخ مكة؟ وما الحل؟ قال: لا حيلة لنا، لا نستطيع رد أبرهة، ولكن الله يستطيع، فاصعدوا إلى رؤوس الجبال، ولا تقاتلوا، واتركوه هو ورب البيت. ثم ذهب عبد المطلب للكعبة، وأخذ بحلقة بابها، فدعا الله، وهزّ الباب، وقال: "اللهم إن المرء منا ليحمي رحله... اللهم فاحم بيتك ورحالك!!، ثم قال لقومه: "اصعدوا إلى الجبال، وانظروا ما يكون بين أبرهة، وربِّ البيت، فصعدوا، وأخذوا يترقبون وينظرون. فماذا جرى بعد ذلك؟ مكة تترقب، وكل العرب في الجزيرة العربية ينتظرون أخبار أبرهة، وهدمه للكعبة، تجهز أبرهة هو وجنده لدخول مكة وهدم الكعبة، فلما وصل أبرهة للكعبة، وكان يركب على أعظم، وأكبر فيل في الحبشة. فماذا جرى بعد ذلك؟ سنتابع في الحلقة القادمة بإذن الله …
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي