- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح14
لم يولد النبي محمـد ﷺ كما يولد الصبيان
لما وصل عبد المطلب، ونظر للرسول الله ﷺ وإذا به كالبدر، ثم نظر إلى صفاته، وكما قلنا من قبل: إنه كان يسمع من أهل الكتاب في سفره عن صفات نبي آخر الأمة. فلما رآه أيقن أن هذا المولود سيكون نبي هذه الأمة فحمله عبد المطلب ورفعه للأعلى، يريد أن يعلن اسمه، وقال يا آمنة، فرفعت آمنة يدها تريد الكلام، بمعنى أنها تشير إليه أن انتظر يا شيخ مكة، لا تُعلن اسمه، وقالت آمنة: "يا شيخ مكة، لقد ولد هذا الصبي لا كما يولد الصبيان، ولد ساجدًا إلى الأرض معتمدًا على ركبتيه ويديه، ينظر إلى السماء، مختونـًا، يفوح منه المسك ... وقد هتف لي هاتف مرة أخرى عند ولادته، يا آمنة، سميه محمَّـدًا، فابتسم عبد المطلب مندهشًا مسرورًا، وارتسمت السعادة في وجهه، وقال: "إي ورب البيت، فلقد عزمت أن أسميه محمَّـدًا". قالت: "ولِمَ يا شيخ مكة عزمت على هذا الاسم؟؟
قال: "يا آمنة، لقد رأيتُ رؤيا في منامي، فسألت أهل الرؤى عنها فقالوا لي: يخرج من صُلبك رجلٌ يطيعهُ أهل السماء والأرض، فإني أُحب أن أسميه محمَّـدًا رجاء أن يحمده من في السماء، وأن يحمده الناس على الأرض، فأعلن اسمه محمَّـدًا ﷺ".
فدخلت امرأة اسمها (ثويبة) كانت جارية لأبي لهب، وكانت تسكن قريبة من بيت آمنة، فلما سمعت الخبر، انطلقت على الفور مسرعة وهي تنادي: يا أبا لهب، يا أبا لهب، كان لقبهُ أبا لهب، قبل ولادة الرسول ﷺ، اسمه الحقيقي عبدُ العُزّى، ولقب بأبي لهب؛ لأنه كان شديد الجمال، وكانوا يرون وجهه كأنه طلعة الشمس ولهبها، ولكن لم ينفعه جمالهُ لعدم إيمانهِ بالله، فقال أبو لهب: ويحك يا جارية ما الأمر؟؟ قالت: ولِدَ لأخيك عبد الله مولود قال: يا جارية أحقـًا ما تقولين؟ قالت: نعم ورب البيت، وقد سماهُ أبوك - أي عبد المطلب - محمَّـدًا، فقال لها: من شدة فرحه: "وأنت حرةٌ طليقة يا ثويبة!!". فأعتقها وأصبحت حرة، فلا أحد يستطيع وصف فرح ثويبة في تلك اللحظة، إلا أنها من شدة فرحها بالعتق انطلقت مسرعة إلى آمنة، وقالت: يا آمنة أعتقني أبو لهب بسبب هذا الصبي، ثم حملته وضمته إلى صدرها ﷺ.
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي