- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
من أرشيف إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رسائل إلى الخليفة في رمضان - 30
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته يا أمير المؤمنين، حفظك الله وسدد خطاك لما يحب ويرضى.
فإننا يا أمير المؤمنين كما تعلم أمة خصها الله تبارك وتعالى بالثروات الطبيعية، فأراضي بلاد الإسلامية أرض خصبة متنوعة ومتسعة المدى ومتنوعة المناخ تستطيع أن تزرع فيها ما شئت وأردت، ثم إن بلادنا يا أمير المؤمنين منحها الله تبارك وتعالى بالمياه العذبة والأنهار الممتدة على أراضيه الواسعة، ثم إننا يا أمير المؤمنين أمة تتميز بالأيادي العاملة الكثيرة، فإن عندنا ما يكفي لجعلنا أمة مستغنية بنفسها غير محتاجة لغيرها، ولكننا برغم ذلك يا أمير المؤمنين ولأن الغرب تسلط علينا عن طريق حكامه العملاء الذين يأتمرون بأمر الغرب الكافر المستعمر، كنا بسبب ذلك أمة لا تأكل مما تزرع، فقد حرص الغرب على ربطنا به حتى في غذائنا، فكنا ممنوعين من استغلال أراضينا وزراعتها وأحيانا لا نملك المال الكافي لزراعتها، بل وكانت العديد من الأراضي الزراعية معطلة لا يجرؤ أحد على إحيائها، ثم إننا كنا في بعض الأحيان نرمي محصولنا الزراعي لعدم وجود الدولة التي ترعى شؤون الزراعة بحق، وقد وصل بنا الحال أن نزرع المنتوج الزراعي ونبيعه للغرب ثم نشتري منه منتوجه سيئ الجودة، وما كان ذلك إلا لأنه تسلط علينا حكام لا يستحون ولا يعرفون إلا طاعة الغرب، فيا أمير المؤمنين أرسل إليك هذه الرسالة طالبا منك وراجيا أن تحرص على رعاية شؤون الزراعة في بلادنا بحق فإن حالنا قد وصل من قبل إلى ذلة ما بعدها ذلة.
والسلام عليكم يا أمير المؤمنين وفي حفظ الله ورعايته، أدامك الله ذخرا للإسلام وعونا لنا ودرعا نتقي به ونحارب من ورائه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح رحمه الله