مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 36

شباب النبي ﷺ، وعمله في رعي الأغنام

 

 

 

 ما زال الله يُنبت النبي ﷺ نباتًا حسنًا على مكارم الأخلاق استعدادًا لما يعدّهُ له من حمل الرسالة. يقول ﷺ: «ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم»، فقال أصحابه: وأنت؟، فقال: «نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة». فما لحكمة من رعي الأغنام بالنسبة للنبي ﷺ؟؟ ولماذا اختار الله هذه المهنة لنبيه ﷺ؟؟

 

والجواب: لأن رعاية الأغنام تعلم الصبر، وتعلم الرحمة، تعلمك كيف تعتني بالصغير منها، وإذا ولَدت مولودًا، يأتي ليحمل طفلها، ويصبر عليها حتى ترعى، ويصبر عليها عندما يسرح طول النهار؛ ولأن الذي يصبر على هذه المخلوقات الضعيفة، ويرعاها، ويألفها، ويصبر على تفرقها، ويجمعها، ويساعد الضعيف منها، ويرد عنها العدو من الحيوانات المفترسة، فيستطيع أن يتعلم كيف يرعى أمور أفراد الرعية؛ فينتقل من رعاية الغنم إلى رعاية الأمم، فقد تعلم ﷺ كيف يرعى الأمم، ويقود أمته.

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذ محمد النادي