مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 33

وقفة عند يتم النبي محمَّد ﷺ

كُتب على النبي محمد ﷺ الحرمان من الأب، والأم لحمل رسالةٍ عظيمة!!

كُتب عليه الحرمان من أجل أمةٍ ستأتي بعده تقتدي به، ويكون أسوةً لها بآلامها!!

كُتب عليه الحرمان؛ ليُعلمنا الله أن اليُتم، أو أي حرمان دنيوي ليس سببًا للأمراض النفسية والعقد، بل جعل من اليتيم والمحروم سيد الأمم!!

كُتب عليه الحرمان؛ ليُخبرنا الله بأن اليُتم ليس يُتم أشخاصٍ، بل هو يُتم العمل الصالح في حياتك، وحرمان نفسك من تحصيل الحسنات، وفقد وصلك بالآخرة وهي دار البقاء!!

كُتب عليه الحرمان ليقول لنا: لا تحزن على نقص عطاءات الدنيا، وما عند الله خيرٌ وأبقى!!

نستحيي منك يا حبيبي يا رسول الله!! تحملت كل هذا الألم من أجلنا!! كل هذا الحرمان لتكون قدوةً لنا!! لم نسمع، ولن نسمع بأحد قدّم بقدر ما قدمته لنا يا شفيع الأمة!!

واللهِ إن هذا العطاء يستحقُ منا أن يكون العمر فداءً لاتباع سنتك، والسير على نهجك!! وليس ردًا للعرفان، فو الله ما قدمته لنا لا نستطيع وفاءه، بل حبًا لك يا نور عيوننا، وضياء دروبنا!!

سؤال: هل والدا النبي ﷺ من أهل الجنة، أم من أهل النار؟؟ والجواب: هم - والله تعالى أعلى وأعلم - من أهل الفترة - أي من الذين لم يُرسَلْ إليهمْ رَسُولٌ، وهؤلاء إن شاء الله عذبهم، وإن شاء غفر لهم - ولكنَّ الله سبحانه وتعالى يقول: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا) - لذلك يُقال: هم في الجنة؛ لأن النبي ﷺ كان يفتخر بنسبه، ويقول: «أنا النبي لا كذب!! أنا ابن عبد المطلب!!». نتابع في الحلقة القادمة إن شاء الله.

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي