السبت، 19 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مختصر السيرة النبوية العطرة ح 38 - عمل النبي محمَّد ﷺ في التجارة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 38

عمل النبي محمَّد ﷺ في التجارة

 

 

 

كان في مكة سيدة اسمها خديجة بنت خويلد، وهي امرأة فاضلة حازمة وشريفة، عندها أموال كثيرة، كانت تستأجر الرجال في تجارتها. أموالها تُعادل أموال تجار قريش كلها، كانت نصف التجارة لقريش، ونصفها لخديجة. كانت تعطي الرجل الذي تستأجره لتجارتها سهمًا - يعني نصيبًا من المرابح - فلما استعدت قافلة قريش لرحلة الصيف إلى بلاد الشام أخذت تفكر فيمن تختار في تجارتها، لهذا العام؟؟؟ في تلك الأثناء، كان قد انتشر أخبار في مكة تتكلم عن هذا الرجل الصادق الأمين، ومناقبه، وجمال أخلاقه ﷺ.

 

قريش كلها كانت مندهشة، بصدقه وخُلقه الرفيع، فأصبح ﷺ مشهورًا باسم الصادق الأمين. لم يرَ أحد منهم عليه ولو كذبة واحدة، ولم يُخلف موعدًا واحدًا، ولم يروا منه همزة، ولا لمزة، ولا غمزة. إذا سألت أي رجل أو امرأة أو صغير أو كبير من قريش وقلت لهم: من الصادق الأمين؟؟ يقولون لك من غير تردد: محمَّد بن عبد الله ﷺ. فأخذت خديجة تستشير من حولها، لو أني عرضت تجارتي على محمَّد بن عبد الله فهل يقبل؟؟ فأرسلت خديجة شخصًا يعرض عليه الموضوع، فلما سمع ﷺ أن خديجة تريده أن يخرج في تجارتها إلى الشام، وستعطيه أضعاف ما تعطي غيره لصدقه وأمانته، ذهب ﷺ، وعرض الموضوع على عمه أبي طالب فقال له أبو طالب: رزقٌ ساقهُ الله إليك، فلا ينبغي أن أمنعك، اذهب يا بني على بركة الله، فقبل ﷺ، ففرحت خديجة بموافقته، وخرج مع القافلة وأرسلت معه خادمًا لها اسمه ميسرة، وقالت له: راقب لي تصرفاته في كل أحواله حتى إذا رجعت تخبرني عن جميع أحواله وأخلاقه.

 

خرج ميسرة في تجارته لخديجة بصحبة النبي ﷺ، فلما تحرك الركب من ساحة الحرم، شهد الجميع أن غمامة اقتربت من السماء، وأظلت البعير الذي عليه محمد ﷺ، فتعجب الناس لقد رأوا هذا الشيء، عندما خرج مع عمه أبي طالب، وهو غلام عمره اثنا عشر عامًا، فظنوا أنها تكريم السماء له لأنه يتيم، والآن قد بلغ من العمر خمسة وعشرين عامًا، ما سر الغمامة التي تظل محمداً عن غيره؟؟!! رأتها قريش، وشاهدها ميسرة خادم خديجة.

 

خرج ميسرة، ورسول الله ﷺ، لتجارة خديجة، وفي الطريق تفاجأ ميسرة بأخلاق رسول الله ﷺ، إذ كان ﷺ يساعد ميسرة، ويعطف عليه، ويعامله كالأخ، فألقى الله في قلب ميسرة محبة النبي ﷺ فأصبح كأنه خادم عنده، ومضوا في طريقهم إلى الشام... أحداث مشوقة تنتظرنا في الشام، سنواصل بإذن الله، تابعونا.

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع