مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 41

زواج النبي ﷺ من خديجة رضي الله عنها

 

 

 

كانت للسيدة خديجة خادمة اسمها نفيسة، فلنتركها تروي لنا قصة الزواج المبارك. تقول نفيسة: كانت خديجة بنت خويلد امرأة حازمة جَلدة شريفة، مع ما أراد الله بها من الكرامة والخير، وهي أعظم نساء قريش نسباً وشرفًا وأكثرهم مالاً، وكل قومها كان حريصاً على الزواج منها لو استطاعوا، وكانت تُلقب بالطاهرة، فأرسلتني دسيسًا إلى محمَّد ﷺ فقلت: يا محمَّد ما يمنعك أن تزوج؟؟ فقال: ما بيدي ما أتزوج به - أي لا يوجد لدي مال لأتزوج - فقلت له: فإن كُفيت ذلك، ودُعيت إلى الشرف، والجمال، والمال ألا تجيب؟ فقال لها ﷺ: فمن هي؟ قلت له: خديجة بنت خويلد. فقال: وكيف لي بذلك؟ قلت له: عليَّ. فذهبت فأخبرت خديجة، قالت: أخبريه أن يحضر أعمامه، وأنا أحضر عمي؛ لأن والد السيدة خديجة توفى قبل مدة، ولها عم اسمه عمرو بن أسد، فقام ﷺ بإحضار أعمامه وعلى رأسهم أبو طالب، فلما حضروا قام أبو طالب وخطب وقال:

 

"الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم، وزرع إسماعيل، وجعل لنا بلدًا حرامًا، وبيتًا محجوجًا، وجعلنا الحكام على الناس، ثم إن ابن أخي محمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب لا يوزن به فتى من قريش إلا رجح عليه برًا، وفضلُا، وكرمًا، وعقلًا، وإن كان في المال قُلّ - يعني قليل المال- فإن المال ظل زائل، وأمر حائل، وقد خطب كريمتكم خديجة، ولها من الصداق اثنتا عشرة أوقية ذهبًا".

 

فقام عمها عمرو بن أسد، وقال: "هذا البُضع لا يُقرع أنفه، وهذه الكلمة، كبيرة جدًا عند العرب"، أي لا يرفض طلبه، وتم الزواج. وعمل أبو طالب وليمة ودعا الناس إليها، وقدّم عشرين ناقة صداق مهر للرسول ﷺ. وهذا الزواج تم بعد رحلته في تجارة خديجة بأيام وقيل بأسابيع، وكانت خديجة تتقدم عليه بالعمر، يقال: إنَّ عمرها كان أربعين سنة، والنبي ﷺ كان عمره خمسة وعشرين سنة.

 

ماذا حدث بعد ذلك؟ سنكمل ... تابعونا غدًا بإذن الله.

 

نتابع في الحلقة القادمة إن شاء الله.

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي