مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 46

أحداث ما قبل بعثة النبي ﷺ

 

 

 

بعد أن حقن الله دماء قريش على يد النبي ﷺ في تلك الساعة وَلدت له السيدة خديجة البنت الرابعة فسماها فاطمة، فذبح لها ﷺ أربع ذبائح، وصنع طعامًا للناس، وأطعمهم. تقول السيدة عائشة: ما رأيت أحداً أشبه سمتًا ولا دَلًا، ولا هديًا برسول الله ﷺ من فاطمة بنت رسول الله ﷺ في قيامها وقعودها. والدَّل: الهدي، السمت: السكينة، والوقار. وكانت إذا دخلت على النبي ﷺ قام إليها فقبلها، وأجلسها في مجلسه، وكان النبي ﷺ إذا دخل عليها، قامت من مجلسها فقبلته، وأجلسته في مجلسها.

 

وبعد أن حقن الله دماء قريش على يده ﷺ ارتفعت منزلته فيهم، واعتبروا أن محمَّدًا رجل له حكمة وعقل، وبركة على قومه. وقبل بعثة النبي ﷺ أصاب قريش سنة قحط وجدب، فقال رسول الله ﷺ للعباس عمه، وكان ميسور الحال: «يا عباس! إنّ أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة، فانطلق بنا إليه فلنخفف عنه من عياله، آخذ من بنيه رجلًا، وتأخذ أنت رجلًا فنكلهما عنه». فقال العباس: نعم. فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا له: إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك... فأخذ رسول الله ﷺ عليًا، فضمه إليه، وأخذ العباس جعفر فضمه إليه. وإن كنا نسمع عن الوفاء، ورد المعروف، والذوق الرفيع في التعامل فسيدنا، ونبينا ﷺ هو سيد هذه الأخلاق نتابع في الحلقة القادمة إن شاء الله.

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي