مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 55

زوجة أبي لهب حمالة الحطب

 

 

 

زوجة أبي لهب "أم جميل" سمّاها الله تعالى في القرآن الكريم "حمالة الحطب". أتدرون لماذا؟؟ الجواب: لأن فيها ثلاث صفات:

 

 ١-  الصفة الأولى: لأنها كانت تحتطب، أي تجمع الحطب وتحمله، وذلك من شدة بخلها ودناءة نفسها، وحبها للمال.

 

 ٢- وأما الصفة الثانية، فهي لأنها كانت عندما تحتطب، وتجد الشوك، والحسك تحتفظ به، ثم تلقيه أمام بيت النبي ﷺ، أو في الطريق التي يمشي فيها.

 

٣- وأما الصفة الثالثة فهي لأنها كانت تُشعل الفتنة، وتنقلها من دار إلى دار، وهي تؤذي رسول الله ﷺ، وتتكلم عنه بالسوء، تقول العرب: "فلان يحطب عليّ". أي ينم ويتكلم عني بالسوء.  

 

فلما سمعت الآيات ذهبت إلى الكعبة، وكانت تعلم أن النبي ﷺ يُطيل الجلوس في حِجر الكعبة، فانطلقت مسرعة ولها ولولة بذيئة، لا يخرج من فمها إلا الكلام الفاحش، وكانت تحمل في كف يدها الفهر، وهو حجر مطاول نسميه نحن "يد الهاون".

 

لقد كان رسول الله ﷺ جالسًا، وبجانبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فلما اقتربت من النبي ﷺ حجب الله بصرها عنه، فما رأت إلا أبا بكر وحده!!

 

قالت: يا أبا بكر، أين صاحبك مذمم هذا؟؟ فسكت أبو بكر مندهشًا، ثم قال: ألا ترينه؟؟ قالت: لا. قال لها: ابحثي عنه إذن!! فإذا بها تقول له: أيهجوني صاحبك؟؟ فيُذكر اسمي على لسان الصغار في مكة!! واللات والعزى، إن رأيته لأضربن رأسه بهذا الحجر!! ثم قالت: قل لمحمَّد إذا رأيته، كما هجاني لأهجونه.

 

مذممًا قلينا ...، ودينه أبينا ...، وأمره عصينا .... فالتفت أبو بكر رضي الله عنه للنبي ﷺ وقال: بأبي أنت وأمي، ألم تكن تراك؟!! قال: ما رأتني لقد أخذ الله ببصرها عني، وما زال ملك يسترني منها بجناحيه!! وكانت قريش تُسمي رسول الله ﷺ مذممًا ثم يسبونه، فكان رسول الله ﷺ يقول: «ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم، يشتمون مذممًا وأنا محمَّد». تُرى هل اكتفت حمالة الحطب بهذا؟!! لا لم تكتفِ ......ماذا فعلت؟؟ سنتابع بإذن الله.

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي