مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 56

حمالة الحطب، وبنات النبي ﷺ

 

 

رجعت زوجة أبي لهب حمالة الحطب مسرعة إلى أخيها أبي سفيان منحرقة ومشتعلة من الغضب، فتحت الباب ودخلت، وهو جالس في بيته، وصرخت:

ويحك يا أخمس - أي يا شجاع، تقولها باستهزاء - هنا اشتعل أبو سفيان من الغضب!! قالت: أما تغضب أن هجاني محمد؟!!

 

فوثب قائمًا مغضبًا، وقال: أنا سأكفيكِ إياه، ثم سلّ سيفه وخرج يُريد أن يقتص من رسول الله ﷺ!! فما إن خرج حتى عاد سريعًا، وقد تغير لونه قالت له: ما الأمر؟!! قال: يا أُخية أيسرك أن رأس أخيك في فم الثعبان، فما إن خرجت رأيت ثعبانًا فاتحًا فاه، واللات والعزى، لو تقدمت شبرًا لالتقم رأسي!!

 

فقالت له باستهزاء: لقد سحرك محمد ثم انصرفت، هل انتهت هذه الفاجرة من أذية رسول الله ﷺ؟؟ لا، بل انطلقت مسرعة إلى من يشفي حقد قلبها، إلى زوجها المطيع أبو لهب. كان لأبي لهب ثلاثة أولاد ذكور عتبة، وعتيبة، ومعتب، وله بنت واحدة كلهم أسلموا، إلا عتيبة مات على الكفر.

 

وكان النبي ﷺ قبل الوحي قد زوج بناته لأبناء عمه أبي لهب: عتبة تزوج من رقية بنت النبي ﷺ. وعتيبة تزوج من أم كلثوم بنت النبي ﷺ ولم يدخلا بهما. جاءت حمالة الحطب إلى أبي لهب مغضبة، وقالت: يا أبا لهب، أيرضيك أن محمدًا هجانا؟؟ وبقيت تملأ بعقل أبي لهب، ثم حرضته أن يجبر ولديه على أن يطلقا بنتي النبي ﷺ.

 

فلما جاء عتبة، وعتيبة قال لهما أبو لهب: رأسي من رأسكما حرام إن لم تُطلقا بنات محمد، ففارقا بنات النبي ﷺ، ومع ذلك فقد أكرم الله عز وجل نبيه ﷺ، فإنه سرعان ما أبدل: رقية رضي الله عنها زوجاً عظيمًا جليلًا هو عثمان بن عفان رضي الله عنه الرجل المؤمن ذو الجاه والشرف والمال!!

 

وبعد وفاة رقية تزوج أم كلثوم لذلك سمي ذو النورين رضي الله عنه. وكان رد عتيبة بالانتقام لأمه شرسًا فكيف كان رده قاتله الله؟؟ سنتابع بإذن الله...

 

نتابع في الحلقة القادمة إن شاء الله.

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذ محمد النادي