مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 57

دعوة النبي ﷺ تصيب عتيبة بن أبي لهب

 

 

جاء عتيبة بن أبي لهب إلى النبي ﷺ، عندما طلق ابنته، وتهجم عليه، وشق قميصه، وقال له: يا محمَّد إني كافر بما أُنزل عليك، وفارقت بنتك، ثم بصق في وجه النبي ﷺ، ورد عليه بنته. فرفع النبي ﷺ يداه إلى السماء وقال: «أما إني أسأل الله أن يسلط عليك كلبه».

 

رجع عتيبة إلى أبيه، يرتجف من الخوف، وأخبره بما حدث، ودعاء النبي ﷺ عليه، ففزع أبو لهب وقال: واللات والعزى إني لا آمن عليك دعوة محمَّد.

ومضت الأيام، وخرج عتيبة مع أبيه مسافرًا إلى الشام مع جماعة من قريش، فنزلوا في مكان ليناموا فيه، وكانت الأرض مَسْبَعَة، تعيش فيها السباع - أي الأسود - فقال أبو لهب لأصحابه: إنكم قد عرفتم نسبي وحقي. فقالوا: أجل يا أبا لهب فقال: أعينونا يا معشر قريش هذه الليلة، فإني أخاف على ابني من دعوة محمَّد، نفرش لابني فراشه، ثم نفرش فراشنا حوله، ثم نضع متاعنا حولنا ثم ننيخ الجمال حولنا، فنجعل عتيبة ينام بيننا!!

 

فنام القوم فجاء أسد ووثب وثبة واحدة، فإذا هو فوق رأس عتيبة، فاستيقظ عتيبة، فإذا بالأسد فوق رأسه، فصاح وهو يريد الفرار وقال: هذه دعوة محمَّد انتقم مني، وهو في مكة، وأنا في الشام فاستيقظ القوم، فإذا بالأسد يفتح فمه ويَضْغَمَهُ ضَغْمَةً قد طحن فيها رأسه.

 

فقال أبوه بعد أن تقطع قلبه على ابنه: قد عرفت والله ما كان ليفلت من دعوة محمَّد. وسمي الأسد كلبًا لأنه إذا بال رفع رجله، وإذا جلس بسط ذراعيه. فهل توقفت عداوة آل أبي لهب عند هذا الحد؟؟ سنتابع بإذن الله...

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذ محمد النادي