الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مختصر السيرة النبوية العطرة ح 83 الهجرة الثانية إلى الحبشة (ج2)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 83

الهجرة الثانية إلى الحبشة (ج2)

 

 

 

فلما وصل عمرو بن العاص، وعبد الله بن ربيعة إلى الحبشة، ووزعا الهدايا، اجتمع عمرو بن العاص، والبطارقة بالنجاشي، وكان عمرو صديقًا للنجاشي. قال النجاشي: ما الأمر يا عمرو؟! تكلم.. قال عمرو: إن فينا سفهاء خرجوا عن دين الآباء والأجداد، فلا هم بقوا على ديننا، ولا دخلوا في دينك أيها الملك - وكان الملك نصرانيًا - وابتدعوا دينًا جديدًا لا نعرفه نحن ولا أنت!! وقد أرسلنا أشراف قومنا، حتى تردهم إلينا، فأهلُهُم أعلمُ بهم، وهم أولى بهم، فقال البطارقة من حوله كلهم بصوت واحد: نعم صدق أيها الملك.

 

فصاح الملك العادل بالبطارقة!! وقال: بئس ما شهدتم به!! كيف أحكم قبل أن أسمع الطرف الآخر؟؟ ثم صاح بالجند من حوله، قال: أرسلوا إليهم حتى أسمع منهم.. فأرسل النجاشي إليهم قالوا: ماذا نقول؟؟ فقال جعفر: سنقول الحق، وما أُنزل على نبينا، وليكن بعدها ما يكون قالوا: يا جعفر أنت المتكلم فينا، فتقدم جعفر، ووقف المسلمون قال:

 

"أيها الملك، كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، يأكل القوي منا الضعيف، وندفن البنات أحياء، ونأتي كل الموبقات، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولًا، نعرف نسبه، وصدقه، وأمانته، وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحِدَهُ ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئًا - وعدد له أمور الإسلام - فعَدَى علينا قومُنا فعذبونا، وَضَيقوا عَلينا، حتى قال لنا نبينا: «اذهبوا إلى الحبشة، فإن بها ملكًا لا يُظلَمُ عنده أحد».

 

ما أروع كلمات الحق التي ساقها الله على لسان جعفر رضي الله عنه!! ولو لم يكن يعيش هذه الكلمات، وعزة الإسلام لما استطاع أن يقولها... ونحن في أيامنا هذه إن سُئلنا، هل نعلم كيف سننقل صورةً منيرةً وضَّاءةً، ومشرقة عن ديننا؟؟ قال عمرو: إنهم يقولون عن مريم وعن المسيح قولا لا يرضيك، فاسألهم: من ولد المسيح وكيف؟؟  

 

قال النجاشي: ماذا تقولون في مريم والمسيح؟ قال جعفر: نقول فيه ما جاء في قرآننا. قال النجاشي: وهل تحفظ شيئًا مما أنزل على نبيك؟ قال: نعم، وقرأ عليه شيئًا من سورة مريم، فبكى النجاشي بكاءً حتى امتلأت لحيته دموعًا، وبكى البطارقةُ من حوله. هل هزمت قريشٌ، ومن أرسلتهم أمام المسلمين؟؟... سنتابع إن شاء الله... صلوا على من أخرجنا بشرعه الرباني من الظلمات إلى النور!!

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذ محمد النادي

 

آخر تعديل علىالإثنين, 19 حزيران/يونيو 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع