الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مختصر السيرة النبوية العطرة ح 86 اشتداد إيذاء قريش للرسول ﷺ

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 86

اشتداد إيذاء قريش للرسول ﷺ

 

 

 

بعد وفاة أبي طالب تجرأت قريش على النبي ﷺ، كما لم تتجرأ من قبل. يقول النبي ﷺ: «ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب». سنعرض بعض الصور لجرأة قريش على رسول الله ﷺ:

 

أولًا: كان ﷺ يسير يومًا في طرقات مكة فاعترضه سفيه من سفهاء قريش، وقذف في وجهه التراب والرمال، فرجع ﷺ إلى بيته معفرًا مغبرًا، فقامت إليه بناته مسرعات ينفضن التراب عن شعره ووجهه، وهن يبكين، فأخذ ﷺ يصبرهنّ ويقول: «لا عليكنّ، فإن الله مانع أباكن».

 

ثانيًا: ووقف ﷺ يومًا يصلي عند الكعبة فأتى إليه ذلك الشقي عقبة بن أبي معيط فلف عباءته حول رقبة النبي ﷺ، وخنقه بها، حتى سقط ﷺ على ركبتيه، وكاد ﷺ أن يفقد حياته فعلًا، ولم ينقذه إلا أبو بكر الذي جاء، ودفع عقبة وهو يقول: (أتقتلون رجلًا أن يقول ربي الله، وقد جاءكم بالبينات من ربكم).

 

ثالثًا: جلس أبو جهل في نادي قريش، فنظر فإذا بالحبيب المصطفى ﷺ يصلي عند الكعبة فقال لقريش: أليس فيكم رجل يقوم إلى فرث جزور فيلقيه على ظهر محمَّد إذا سجد؟ فاستجاب لرأي الشقي من هو أشقى منه فقام عقبة بن أبي معيط، وكان أيضًا جارًا للنبي ﷺ فأحضر الكرشة، وما فيها من أوساخ ووقف ينتظر، حتى إذا سجد ﷺ قلبها على ظهره وهو ساجد، فلم يستطيع أن يرفع رأسه، وسادة قريش يضحكون في مجلسهم، ويميل بعضهم على بعض من شدة الضحك!! فجاءت فاطمة مسرعة رضي الله عنها بنت النبي ﷺ، وأماطت الأذى عن ظهر أبيها، ثم رفع رأسه ﷺ وأتم صلاته. يقول عبد الله بن مسعود: فلما فرغ من صلاته ﷺ سمعته يقول: «اللهم عليك بالملأ من قريش وذكر أسماءهم». فو الذي بعثه بالحق ما ذكر اسم رجل منهم، إلا قتل بأيدينا يوم بدر!!».

 

هل تتخيل أن هذا الشقي عقبة بن أبي معيط كان على وشك الإسلام، والذي منعه من الإسلام صداقته لأبي جهل. والقصة أن أبا جهل وجد عقبة بن أبي معيط قد تأثر بالنبي ﷺ وكاد أن يسلم، فذهب إليه، وقال له: وجهي من وجهك حرام، وكلامي من كلامك حرام، حتى تذهب فتبصق على وجه محمَّد!! فذهب عقبة بن أبي معيط، وبصق في وجه النبي ﷺ فنزل قول الله تعالى: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا).

رابعًا: وخرج رسول الله ﷺ يومًا، وطاف بالكعبة، فجاء إليه رجال من قريش، والتفوا حوله، وتهجموا عليه، وأخذوا يدفعونه، ويتجاذبونه من ملابسه ويقولون: أنت الذي جعلت الآلهة إلهًا واحدًا؟ أنت الذي تقول كذا؟ والرسول ﷺ يقول لهم: نعم، حتى جاء أبو بكر مسرعًا؛ ليدفع المشركين عن النبي ﷺ، فضرب المشركون أبا بكر، ودفعوه، فسقط على الأرض، وخلعوا نعالهم، وأخذوا يضربونه على وجهه رضي الله عنه حتى انتفخ وجهه، وأغمي عليه، وحُمل إلى بيته، وهو مغشي عليه، ولم يفق إلا في الليل، وكان أول ما فعله بعد أن أفاق أن سأل: ماذا فعل رسول الله ﷺ؟ فقالوا له: هو بخير. فقال: والله لا آكل ولا أشرب حتى تحملاني فأنظر إليه بعيني، فلما ذهبوا به إلى الرسول ﷺ ونظر في وجهه واطمأن عليه قال: الحمد لله. وقام إليه النبي ﷺ واحتضنه، وهو حزين، فقال له أبو بكر: يا رسول الله ليس بي شيء إلا ما أصابني في وجهي!! وبعد ما لاقاه النبي ﷺ وأصحابه، أنزل الله عز وجل سورة العصر: (بسم الله الرحمن الرحيم والعصر*إن الإنسان لفي خسر*إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر). فجاء الأمر بالصبر بعد أن أمر بالثبات على الحق، وطالما أنك على الحق، فلا بد أن تبتلى، وإذا ابتليت فعليك بالصبر. فلما رأى النبي ﷺ أن الأمور تفاقمت في مكة، وأن تربة مكة لم تعد صالحة لرمي بذور الدعوة فيها.. أراد أن يدعو إلى الله في مكان آخر فاختار... يتبع بإذن الله... صلوا على شفيع الأمة سيدنا محمَّد ﷺ الذي كشف الله به الغمة ...

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي

آخر تعديل علىالخميس, 22 حزيران/يونيو 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع